الخوف من المجهول، أو كما يُشار إليه أحيانًا بعدم التسامح مع عدم اليقين (Intolerance of Uncertainty) يُصنف كأحد المشاكل النفسية. يُعاني بها المصابون من مشاعر القلق، والضيق، والخوف تجاه ما هو مجهول وغير معروف.
وتحدث هذه الأعراض عادًة بسبب الافتقار للمعلومات المؤكدة والموثقة حول المستقبل.
سيوضح لنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أكثر عن الخوف من المجهول في هذا المقال.
اعراض الخوف من المجهول
يمكن أن يسبب هذا النوع من الخوف أعراضًا جسدية ونفسية، بما في ذلك نوبات الهلع، لذلك يتم تقسيم اعراض الخوف من المجهول كما يلي:
الأعراض الجسدية
قد تشمل الأعراض الجسدية، التي يرتبط معظمها بنوبات الهلع، ما يلي:
- القشعريرة.
- تسارع نبضات القلب أو الخفقان.
- الشعور بالاختناق.
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- جفاف الفم.
- التعرق والارتعاش.
- الحاجة للذهاب إلى المرحاض.
- الغثيان.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- الصداع.
- طنين في الأذنين.
- خدر أو وخز في اليدين والقدمين.
- الدوخة والشعور بالإغماء.
- تشنج العضلات.
الأعراض النفسية للخوف من المجهول
بعض الأعراض النفسية قد تشمل:
- الخوف من الإغماء.
- القلق.
- الخوف من الموت.
- الارتباك.
- الخوف من فقدان السيطرة.
اسباب الخوف من المجهول
قد يحدث الخوف من المجهول نتيجة العديد من الأسباب والعوامل، حيثُ قد يتطور بعضها خلال مرحلة الطفولة، أو في مرحلة المراهقة أو البلوغ.
التعرض لصدمة أو تجربة سلبية مؤلمة في مرحلة الطفولة هي الأسباب الأكثر شيوعًا للخوف من المجهول.
أما عن الأسباب والعوامل الأخرى فهي تتضمن ما يلي:
- تاريخ عائلي من الخوف من المجهول: إظهار أحد الوالدين خوفه وقلقه من الخوف من المجهول، قد يولد ذلك نفس الشعور لدى الطفل أيضًا، وهذا يُمكن أن يؤثر في كيفية تعامله مع هذه المشاعر في مراحل حياته اللاحقة.
- حدوث تغييرات كيمياء الدماغ: فعندما يواجه الشخص موقفًا غير معروف يقوم الجسم بالتفاعل معه من خلال عدد من التغيرات، وتتضمن الآتي:
- إفراز الأنسولين، وهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين.
- زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم
- تسارع معدل ضربات القلب.
- ارتفاع في ضغط الدم.
تشخيص الخوف من المجهول
لتشخيص الخوف من المجهول يقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة، ويؤكد ذلك من خلال تحديد إجابات الشخص، ومن هذه الأسئلة ما يلي:
- هل الخوف من المجهول يثير دائمًا القلق الشديد أو نوبات الهلع؟
- هل الخوف من المجهول يدفع الشخص لتجنب أي نوع من المواقف غير المألوفة أو التي قد لا يمكن التنبؤ بها؟
- هل واجه الشخص مشاعر قلق شديدة لا يستطيع تحملها في الحالات التي لم يتمكن فيها من تجنب موقف غير مؤكد؟
- هل الخوف وردة الفعل تكون غير منطقية أو مبالغ فيها مقارنة بالمصدر الحقيقي الذي يسبب القلق الشديد؟
- منذ متى تظهر أعراض الـ خوف من المجهول (هل كان مستمرًا لمدة ستة أشهر على الأقل)؟
- هل الـ خوف الشديد من المجهول يعيق القدرة على التمتع بالحياة الطبيعية، ويمنعه من العمل بشكل جيد، و يؤثر سلبًا على العمل أو الدراسة أو العلاقات؟
إذا كان الشخص يُعاني من هذه الأعراض بشكل شديد أو مستمر لدرجة قد تعيق قدرة الشخص على ممارسة حياته بشكل طبيعي، فمن المحتمل فمن المحتمل أن يكون مصابًا بالخوف من المجهول.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخوف من المجهول؟
بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالخوف من المجهول، وهم من يُعانون من المشاكل التالية:
- اضطرابات القلق والخوف.
- الاكتئاب.
- اضطراب الهلع.
- اضطراب تعاطي الكحول.
- المصابون باضطرابات الأكل.
- الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- المصابون باضطراب الاكتناز أو التخزين.
طرق العلاج
كلما تم علاج الخوف من المجهول مبكرًا، كان ذلك أفضل، لأنه إذا لم يتم علاجها فقد تتفاقم وتؤدي إلى مضاعفات أخرى بمرور الوقت.
ويُعد العلاج النفسي هو الخيار العلاجي الأول وله عدة أنواع تتضمن الآتي:
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل من أشكال العلاج المصمم لمساعدة الأشخاص على تغيير طريقة تصرفهم أو تفكيرهم استجابةً لمواقف معينة.
ويُعد هذا العلاج فعّال لعلاج الأشخاص الذين يعانون من القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.
خلال الجلسات يُمكن أن يُساعد الطبيب بتزويد الشخص بتقنيات جديدة للتغلب على التحديات التي يواجهها لاستخدامها عندما يواجه أعراض الـ خوف من المجهول.
العلاج بالتعرض
وهو أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي، يتضمن تعريض الشخص للمواقف التي تثير قلقه بالتدريج بحيث تتم هذه المواقف في بيئة آمنة وتحت تحكم الأخصائي النفسي.
العلاج الدوائي
في بعض الحالات الشديدة قد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والقلق للسيطرة على الأعراض.
نصائح عامة للتعايش مع الخوف من المجهول
قد يجد الناس صعوبة في التعامل مع الخوف من المجهول،ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي قد تكون فعالة لمساعدتك على التأقلم، بما في ذلك:
- تجنب الخوض في أشياء خارجة عن السيطرة.
- لا تستسلم لتجنبت الموقف لفترة أطول، بل واجه مخاوفك وتحداها وحاول التخلص منها حتى تشعر أنك أكثر قابلية للسيطرة على الأعراض.
- افهم أسباب مخاوفك وفكر في التعمق في الأسباب التي قد تكون السبب وراء خوفك الشديد من المجهول أو أخذه في الاعتبار. فالوصول إلى جذور خوفك يمكن أن يمنحك الوعي ويوجهك نحو المجالات التي تحتاج إلى العمل من خلالها حتى تتمكن من التغلب على مخاوفك.
- احرص على رعاية نفسك الرعاية الذاتية، وتناول الطعام الصحي.
- مارس الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تعلم مهارات جديدة لزيادة الثقة بالنفس.
- التركيز على الأشياء التي يمكن التحكم فيها.
- التواصل مع الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم النفسي.
- طلب المساعدة من طبيب نفسي، فهو سيكون قادرًا على مساعدتك في معالجة خوفك من المجهول ووضع استراتيجيات لإعادة صياغة أنماط تفكيرك بطرق مفيدة.
- التغلب على الأفكار السلبية في الأحداث الماضية التي تسبب التوتر.
____________________________________________________
ملخص المقال: الخوف من المجهول يصنف من المشاكل النفسية التي تتضمن الخوف والقلق غير المنطقي تجاه شيء مجهول وغير معروف، وهو شيء خارج نطاق رؤيتنا تمامًا.
يوضح الدكتور معن العبكي بأنه في حال أصبحت الأعراض تتعارض مع الحياة اليومية وتؤثر سلبًا عليها فهنا ينبغي اللجوء للعلاج النفسي. حيثُ سيقوم الطبيب بوضع خطة علاجية مناسبة تتضمن غالبًا العلاج بالكلام.
المراجع:
- Lucchetti, L. (2023, September 18). Understanding what fear of the unknown is and how to overcome it. https://www.medicalnewstoday.com/articles/fear-of-the-unknown#definition
- Pratt, E. (2024, February 2). When someone has a fear of the unknown. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/fear-of-the-unknown-5208919#toc-causes
- Lcsw, A. S. (2024, March 22). Fear of the unknown: causes, signs, & how to overcome. Choosing Therapy. https://www.choosingtherapy.com/fear-of-the-unknown/