التفكير السلبي: كيف أتخلص منه؟

التفكير السلبي

في عالمنا المعاصر السريع والمليء بالضغوط، يتعرض الكثيرون لنمط من التفكير السلبي الذي يؤثر على جودة حياتهم وقدرتهم على التقدم. 

التفكير السلبي ليس مجرد مجموعة من الأفكار السيئة فحسب، بل هو نمط عقلي يعترض الطريق نحو تحقيق الأهداف والنجاح.

فإذا كنت تشعر بأن التفكير السلبي يحجب لك النور ويقتل حلمك، سيساعدك الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان بتقديم نصائح فعّالة للتغلب عليه والتحرر من أسره، تابع القراءة في المقال التالي.

ما هو التفكير السلبي؟

التفكير السلبي يشير إلى النمط المعتاد للأفكار والمعتقدات التي تنحصر حول الجوانب السلبية للأمور، سواء كانت تلك الأمور متعلقة بالذات، الحياة، الآخرين، أو المستقبل، وهذا النمط يميل إلى التركيز على العقبات، الصعوبات، والتحديات بدلاً من الفرص والإمكانيات.

يؤدي التفكير السلبي إلى إحباط الشخص وتقليل انخراطه في الحياة اليومية والتحديات التي تواجهه، وبالتالي يمكن أن ينتج عن ذلك مشاعر القلق، الإحباط، والاكتئاب، ويمكن أن يكون له تأثير نفسي وجسدي سلبي.

في مجال العلاج النفسي، تعتبر هذه الحالة مشكلة تحتاج إلى معالجة، حيث يُركز العلاج على تغيير هذا النمط إلى وجهة نظر أكثر إيجابية وموازنة بين النظر للأمور بواقعية وتشجيع النفس على التفكير في الجوانب الإيجابية والفرص المتاحة.

أسباب التفكير السلبي

التفكير السلبي يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل وأسباب مختلفة، تشمل ما يلي:

التجارب السابقة

تؤثر الخبرات السلبية والتجارب السابقة على تصور الشخص للعالم ونفسه، وهذا ما يجعله يتبع نمط التفكير السلبي.

البيئة الاجتماعية

التأثيرات السلبية من الأهل، الأصدقاء، والزملاء يمكن أن تشجع على هذا التفكير.

التربية

بعض الأشخاص قد يتم تربيتهم على التركيز على العيوب والأخطاء بدلاً من الإيجابيات.

الضغوط اليومية

التحديات والضغوط اليومية قد تؤدي إلى انتكاسات نفسية وزيادة في التفكير السلبي.

حالات الصحة النفسية

بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر قد تسهم في تعزيز التفكير السلبي.

التوقعات المنخفضة للحياة

عدم الثقة بالنفس والتوقعات المنخفضة للنجاح، ومقارنة النفس بالآخرين والشعور بعدم القدرة على تحقيق ما قاموا به، قد يولد هذا النمط من التفكير.

الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

الثقافة الإعلامية الحالية التي تعكس الجوانب السلبية من الحياة قد تعزز من التفكير السلبي.

العوامل البيولوجية

بعض البحوث تشير إلى أن هناك عوامل بيولوجية قد تؤثر على التفكير، مثل الهرمونات والتوازنات الكيميائية في الدماغ.

الآثار النفسية والجسدية للتفكير السلبي

يمكن أن يؤدي هذا النمط من التفكير إلى تأثيرات نفسية وجسدية على الفرد، يمكن تقسيمها على النحو التالي:

الآثار النفسية  لـ التفكير السلبي

تتضمن:

  • الاكتئاب.
  • مشاعر الحزن واليأس.
  • القلق والتوتر.
  • انعدام الثقة بالنفس.
  • العزلة الاجتماعية.
  • الإحباط.
  • الوقوع في دائرة من الأفكار السلبية المتكررة دون القدرة على التوقف عنها.

الآثار الجسدية لـ التفكير السلبي

تشمل ما يلي:

  • الصداع والألم.
  • صعوبة في النوم والأرق.
  • التعب والإرهاق.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة معدل ضربات القلب.

كيف يؤثر التفكير السلبي على الأداء والإنتاجية؟

التفكير السلبي يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجية في مختلف جوانب الحياة اليومية والعملية، وإليك بعض الآثار التي قد تظهر:

  • عدم القدرة على التركيز والانتباه مما يجعل من الصعب القيام بالمهام والواجبات المطلوبة.
  • التأثير على الذاكرة وعدم القدرة على استرجاع المعلومات.
  • الشك والتردد في اتخاذ القرارات، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى تأخير في إنجاز المهام.
  • نقص في الإبداع والابتكار وعدم القدرة على البحث عن حلول جديدة.
  • ارتفاع معدل الأخطاء في العمل، وعدم الإنتاجية.
  • تدهور العلاقات مع الزملاء بسبب الشعور المستمر بالقلق والتوتر.

التفكير السلبي: كيف أتخلص منه؟

يقدم لكم د. معن بعض الطرق التي تساعد على التخلص من هذا التفكير، وهي كالتالي:

حارب الأفكار السلبية باليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية أو “الوعي الحاضر” هي ممارسة تركيز الذهن على اللحظة الحالية وفهم الأفكار والمشاعر بدون الدخول في حكم أو تقييم. يمكن لليقظة الذهنية أن تكون أداة فعالة لمواجهة والتغلب على التفكير السلبي على النحو التالي:

  • يمكن للفرد أن يصبح أكثر وعيًا للأفكار والمشاعر السلبية وكيفية تأثيرها على المزاج والتصرف.
  • اليقظة الذهنية تمكن الفرد من مراقبة الأفكار والمشاعر من منظور محايد، مما يساعد في تجاوز التفكير السلبي دون أن يؤثر على النفسية.
  • عندما يتم التركيز على اللحظة الحالية، يمكن للفرد تجاوز السلبيات والتفكير في الحلول والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحسين المزاج والتفكير.
  • تمكن الفرد من التعامل مع التحديات والضغوط النفسية بطريقة أكثر فعالية، مما يقلل من التوتر والقلق ويساعد في الحفاظ على روح الإيجابية.

حدد أفكارك السلبية

يعتبر الوعي بالأفكار السلبية خطوة مهمة في مسار التغلب عليها وتحسين النظرة نحو الحياة والذات، ويبدأ ذلك من خلال:

  • تتبع الأفكار السلبية: مراقبة وتتبع الأفكار والتوجهات التي تسيطر على الذهن.
  • تحديد الأسباب: قد يكون السبب هو تجارب سلبية في الماضي، الخوف من المستقبل، التوتر اليومي، أو حتى مخاوف مجهولة.
  • فهم الأثر: يمكن أن يساعد في التعرف على الأماكن التي يمكن فيها التدخل وتحسين الوضع.
  • الاعتراف والقبول: من الضروري الاعتراف والقبول وجود هذه الأفكار السلبية كجزء من الذات، فالاعتراف بالمشاعر والأفكار يمكن أن يكون أول خطوة نحو التغيير والتحسين.

حول الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية

بمجرد الوعي والتعرف على الأفكار السلبية، يمكن للفرد أن يتعلم كيفية تحويل هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية ومحفزة، وذلك من خلال إعادة صياغة الأفكار.

على سبيل المثال: إذا كنت تقول “لن أتمكن من القيام بذلك”، استبدلها بقول “لدي القدرة على التغلب على هذا التحدي”.

وتذكر أنه لتحقيق التقدم والتغيير، يحتاج الفرد إلى الالتزام بممارسة التفكير الإيجابي وتطبيق الأساليب التي تم تعلمها في الحياة اليومية، وذلك لبناء نمط تفكير إيجابي وصحي.

مارس تقنيات التفكير الإيجابي

مثل:

  • تقنيات الاسترخاء والتأمل: تعلم تقنيات التأمل والاسترخاء حيث أنها يمكن أن تساعد في تهدئة الذهن وتقليل التوتر والقلق.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتخلص من التوتر وزيادة الطاقة الإيجابية.
  • تحديد الأهداف الواقعية والتخطيط لتحقيقها: يمكن أن يقوي الدافع ويساعد في التركيز على الجوانب الإيجابية.

احصل على الدعم للتخلص من التفكير السلبي

وذلك من خلال:

استشارة الطبيب النفسي

يعتبر العلاج النفسي مهمًا في تقوية القدرة على التعامل مع التفكير السلبي، فعندما يتعاون الفرد مع طبيب نفسي متخصص، يمكنه فحص وتحليل أسباب التفكير السلبي وتقديم تقنيات وأدوات لمواجهته وتغييره. 

تذكر أن العلاج النفسي يوفر منصة آمنة للتعبير عن المشاعر والأفكار وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات والضغوط النفسية، مثل:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تحديد وتغيير الأنماط السلبية للتفكير والمعتقدات، ويتضمن العمل على التعرف على الأفكار السلبية، ثم تحويلها إلى أفكار إيجابية ومفيدة.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يركز على فهم الدوافع الغير واضحة والتي قد تكون وراء هذا التفكير من خلال الحديث عن التجارب الشخصية والعلاقات السابقة.
  • التدريب على الوعي الذاتي: يشمل التدريب على التعرف على الأفكار والمشاعر والتحديات النفسية التي يواجهها الفرد، وذلك لفهم الأسباب وراء نمط التفكير هذا.
  • العلاج النفسي الإيجابي: يركز على تعزيز الجوانب الإيجابية للذات والحياة وتقديرها.

البحث عن الدعم الاجتماعي

التحدث إلى الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفر منفذًا للتعبير عن المشاعر والحصول على الدعم النفسي.

اقرأ أيضًا: علاج اضطراب ثنائي القطب

تأثير التفكير الإيجابي على الصحة والرفاهية العامة

التفكير الإيجابي له تأثير كبير على الصحة والرفاهية العامة للفرد، وذلك لأنه يؤدي إلى:

  • تحسين الصحة النفسية: يقلل من مستويات القلق والاكتئاب، ويعزز من الشعور بالسعادة والرضا النفسي.
  • تقوية الصحة الجسدية: يؤدي إلى تقليل مستويات التوتر الجسدي والتأثير السلبي له على الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم والأمراض المرتبطة بالتوتر.
  • زيادة المرونة العقلية: يساعد في التعامل مع التحديات والضغوط اليومية بفعالية أكبر، ويزيد من المرونة العقلية والقدرة على التكيف مع التغييرات.
  • تعزيز العلاقات الاجتماعية: يجعل الفرد أكثر جاذبية وإيجابية في التفاعلات الاجتماعية، مما يعزز من العلاقات ويسهم في بناء علاقات أكثر صحة وتواصلًا.
  • تحسين الأداء: يعزز من الإبداع والإنتاجية في العمل والأنشطة اليومية، مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف والتقدم في الحياة.

وفي الختام يؤكد د. معن أن الاستثمار في التفكير الإيجابي ليس فقط استثمارًا في النفس، ولكنه أيضًا طريقة فعّالة لتحقيق النجاح والتقدم في مختلف جوانب الحياة.

المصادر:

  1. Cuncic, A., MA. (2023, February 13). How to stop negative thoughts. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-change-negative-thinking-3024843
  2. 10 common Negative thinking Patterns and 5 Steps for change. (n.d.). https://www.familycentre.org/news/post/10-common-negative-thinking-patterns-and-5-steps-for-change
  3. 4 Ways To Stop Negative Thinking. (n.d.). Mc Lean. https://www.mcleanhospital.org/essential/negative-thinking
  4. Dealing with negative thoughts. (n.d.). https://myhealth.alberta.ca/Health/pages/conditions.aspx?hwid=abl0335
  5. Reframing unhelpful thoughts – Every Mind Matters. (n.d.). nhs.uk. https://www.nhs.uk/every-mind-matters/mental-wellbeing-tips/self-help-cbt-techniques/reframing-unhelpful-thoughts/
  6. 6 Ways to Overcome Negative Thinking | Bakersfield Behavioral Healthcare Hospital. (n.d.). https://www.bakersfieldbehavioral.com/blog/overcoming-negative-thinking
Tags: No tags

Comments are closed.