الوسواس القهري الشديد أو اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو أحد الاضطرابات النفسية المزمنة (طويلة الأمد) يعاني فيه الشخص من أفكار متكررة لا يمكن السيطرة عليها، أو ينخرط في سلوكيات متكررة (أفعال قهرية)، أو كليهما.[1]
وفي هذا المقال سيحدثنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان أكثر عن أعراض الوسواس القهري الشديد.
أعراض الوسواس القهري الشديد
يعاني الأشخاص المصابون بـ الوسواس القهري الشديد من أعراض تستغرق وقتًا طويلًا من وقتهم لدرجة قد تُسبب لهم ضائقة كبيرة أو تتداخل مع حياتهم اليومية.[1]
غالبًا ما تظهر الأعراض خلال سنوات المراهقة أو الشباب، ويمكن أن تكون خفيفة في البداية، وتزداد شدتها على مر السنين، ويتم تقسيم أعراض الوسواس القهري الشديد إلى الآتي:[2]
أعراض الأفكار الوسواسية
تشمل الأفكار الوسواسية العديد من الهواجس والتي تتضمن:
- عدم الرغبة في لمس الأشياء التي لمسها الآخرون خوفًا من الجراثيم.
- القلق عندما لا يتم وضع الأشياء بطريقة معينة.
- التحقق بشكل متكرر من الأبواب، أو الموقد، أو أشياء أخرى للتأكد من أنها مطفأة.
- أفكار وسواسية غير مرغوب فيها تخص الدّين أو الجنس.
- أفكار متكررة عن القيام بأشياء لا يرغب الشخص بفعلها حقًا.
أعراض السلوكيات القهرية
وهي سلوكيات متكررة قد يصعُب على المُصاب تجاهلها، كما قد يظن الشخص أن القيام بها سيخفف من التوتر، ولكن يعتبر هذا التأثير مؤقت، مما يدفعه إلى القيام بها مرة أخرى.
وتشمل الأعراض في هذه الحالة ما يلي:
- الإفراط في غسل اليدين.
- ترتيب الأشياء بطريقة دقيقة، حتى عندما لا يكون ذلك ضروريًا.
- العد أو تكرار كلمة أو عبارة بصمت، على الرغم من رغبة الشخص بالتوقف عن ذلك.
اقرأ أيضًا: طرق علاج الفصام العقلي
أعراض الوسواس القهري الشديد الأخرى
يمكن أن يستغرق الوسواس القهري والأفعال القهرية الكثير من الوقت بحيث لا يستطيع الفرد القيام بوظائفه وتتأثر نوعية حياته بشكل كبير، مثل:
- عدم قدرته إلى الذهاب إلى المدرسة أو العمل في الوقت المحدد.
- عدم القدرة الحضور أو الاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية.
- مشاكل في العلاقات.
- مشاكل صحية تتعلق بالوسواس القهري، على سبيل المثال، الأكزيما بسبب غسل اليدين المفرط.
- الشعور بالذنب أو العار أو لوم النفس.
- التفكير أو محاولة إيذاء النفس أو الانتحار.
هل تحتاج هذه الحالة لمراجعة الطبيب النفسي؟
أجل ينبغي مراجعة الطبيب في حال إذا كان الشخص يُعاني من أعراض تعطل أنشطته اليومية، إلى جانب ما يلي:[5]
- ضعف الأداء.
- الضيق الشديد.
- استغراق الأعراض الوسواسية معظم الوقت.
- إذا كانت الأعراض شديدة.
الفرق بين الوسواس القهري الخفيف والوسواس القهري الشديد
يكمن الفرق بين الوسواس القهري الشديد والوسواس القهري الخفيف في شدة وتأثير الأعراض التي يعاني منها الفرد.
حيثُ عادةً ما تكون الأعراض في الوسواس القهري الشديد أكثر شدة وإزعاجًا لدرجة قد تُسبب مشاكل للمُصاب في حياته اليومية مقارنة بالأشكال الخفيفة من الاضطراب.
وفيما يلي بعض الاختلافات الرئيسية بين الوسواس القهري الشديد والوسواس القهري الخفيف:[3]
شدة وتواتر الأعراض
في حالة الوسواس القهري الشديد، تكون الوساوس والأفعال القهرية أكثر وضوحًا وكثافة، مما يسبب المزيد من الضيق والقلق، وقد تكون مستمرة ويصعب السيطرة عليها، مما يؤثر بشكل كبير على أفكار الشخص وعواطفه وسلوكياته.
في المقابل، فإن الأفراد الذين يعانون من أشكال أخف من الوسواس القهري قد يعانون من أعراض أقل حدة أو أقل تواترًا.
مشاكل في أداء بعض الأنشطة والعلاقات
إذ يمكن أن يضعف بشدة قدرة الفرد على العمل، والعلاقات، والأنشطة اليومية.
إذ يمكن أن تستهلك الهواجس والأفعال القهرية الكثير من الوقت والطاقة، مما يجعلها تتداخل بشكلٍ كبير في القدرة على القيام بالمهام اليومية.
الشعور بالضيق والقلق
غالبًا ما يرتبط هذا النوم من الوسواس بمستويات مرتفعة من الضيق والقلق وانخفاض نوعية الحياة.
في حين أن الوسواس القهري بشكل عام يمكن أن يكون مؤلمًا عاطفيًّا ونفسيًّا، إلا أن الوسواس القهري الشديد يميل إلى التسبب في ضائقة نفسية أكثر شدة.
تحديات العلاج
قد يكون علاج الوسواس القهري الشديد أكثر صعوبة من علاج الأشكال الخفيفة من هذا الاضطراب.
وقد يتطلب الأمر تدخلات أكثر كثافة، مثل العلاجات المتخصصة أو مجموعة من العلاجات والأدوية، للسيطرة على الأعراض بشكل فعال.
علاج الوسواس القهري الشديد
يتوفر العديد من العلاجات المختلفة التي قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض والسيطرة عليها ومنها:[4]
ادوية الوسواس القهري الشديد
غالبًا ما يصف الطبيب مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات إعادة استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل فلوكستين (Fluoxetine).
عندما تكون مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية غير فعالة، قد يصف الأطباء مضادًا للذهان، مثل أريبيبرازول (Aripiprazole).
العلاج النفسي
يوجد عدة أنواع من العلاج النفسي قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض، ومنها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
ويتضمن التركيز على الأفكار الوسواسية وتعليم الشخص كيفية التعامل معها وتعديلها لأفكار أكثر واقعية.
التعرض ومنع الاستجابة (ERP)
يتضمن تعريض الشخص تدريجيًا لمواقف مصممة لإثارة أفكاره الوسواسية، ومساعدته على التأقلم معها، والتعامل معها بشكل أفضل.
ملاحظة: في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بمزيج من هذه العلاجات.
اقرأ أيضًا: اضطرابات القلق
تحفيز الدماغ
تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض تقنيات تحفيز الدماغ قد تنتج تغييرات عكسية في بنية الدماغ وعمله لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا الوسواس القهري، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات.
تشمل هذه التقنيات ما يلي:
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): وهو إجراء آمن يتمّ من خلاله استخدام المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في المخّ.
- التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (tDCS): يتضمن تثبيت أقطاب على فروة الرأس وتمرير تيار كهربائي منخفض الكثافة لتحفيز الدماغ.
- التحفيز العميق للدماغ: وهو الخيار الأخير وينطوي على زرع أقطاب كهربائية عميقة داخل الدماغ، توفرتحفيز كهربائي.
المصادر:
- Obsessive-Compulsive Disorder. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/topics/obsessive-compulsive-disorder-ocd
- Pietrangelo, A. (2019, December 20). Understanding the Impact of Severe Obsessive-Compulsive Disorder (OCD). Healthline. https://www.healthline.com/health/mental-health/severe-ocd#symptoms
- What is Severe OCD? (2023, November 16). Charlie Health. https://www.charliehealth.com/post/what-is-severe-ocd
- West, M. (2023, July 14). Understanding severe OCD. https://www.medicalnewstoday.com/articles/severe-ocd#contacting-a-doctor
- Jones, H. (2024, January 14). How Is Severe OCD Treated? Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/severe-ocd-5220561#toc-causes-and-risk-factors-of-severe-ocd