نوبات الهلع

نوبات الهلع الليلية أسباب وطرق علاج

نوبات الهلع

يعاني العديد من الأشخاص من نوبات هلع أثناء النوم، والمعروفة أيضًا بنوبات الهلع الليلية، وتتمثّل بشعور مفاجئ من الخوف الشديد والانزعاج تستمر لعدة دقائق وتؤدي إلى إيقاظ الشخص في حالة من الذعر، وقد يشعر وكأنه يعاني من نوبة قلبية.

على الرغم من أن نوبات الهلع الليلية تشبه تلك التي تحدث خلال النهار، إلا أن الشخص المصاب بها قد يشعر بالانزعاج بشكلٍ أكبر بسبب الاستيقاظ المفاجئ والفزع الذي يشعر به دون سابق إنذار.

من المهم أن نعرف أن نوبات الهلع الليلية ليست حالة خطيرة ولا ترتبط بالأحلام أو الكوابيس أو اضطرابات النوم الأخرى. بل هي في الغالب تحدث نتيجة للقلق أو اضطرابات الهلع.

أسباب وعوامل خطورة نوبات الهلع الليلية

لا يزال العلماء يواصلون البحث عن الأسباب الدقيقة وراء تعرض بعض الأشخاص لنوبات الهلع الليلية. إلا أن ما هو معروف حتى الآن هو أن هذه النوبات أكثر شيوعًا بين أولئك الذين يعانون من اضطراب الهلع. فقد أظهرت الدراسات أن ما يقارب 71% من الأفراد الذين يعانون من نوبات هلع نهارية قد تعرضوا لنوبة هلع ليلية في وقت ما.

من ناحية أخرى، فقد حدد الخبراء بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية التعرض لهذه النوبات الليلية، ومنها:

  • الاختلالات الكيميائية في الدماغ: التغيرات أو الاضطرابات في مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين قد تساهم في حدوث نوبات الهلع الليلية.
  • التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بـ نوبات الهلع أو اضطرابات القلق، فإن الشخص يكون أكثر عرضة لتكرار هذه النوبات.
  • الضغوط الحياتية أو التعرض لأحداث مؤلمة: التعرض لمواقف حياتية شديدة التوتر أو التغيرات الكبيرة مثل فقدان عمل أو علاقات عاطفية قد يؤدي إلى زيادة مخاطر نوبات الهلع الليلية.
  • المعاناة من بعض الحالات النفسية: الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب ما بعد الصدمة قد تساهم أيضًا في زيادة حدوث نوبات الهلع الليلية، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالات من مستويات عالية من القلق والتوتر.

طرق العلاج

إذا كنت تعاني من نوبات هلع تؤثر على نومك أو تحدث أثناء ساعات يقظتك، فهناك العديد من العلاجات المتاحة للمساعدة. من المهم أن تستعين بطبيب نفسي والذي يمكنه مساعدتك في تحديد الأسباب المحتملة للمشكلة واستبعاد أي حالات طبية أخرى قد تكون سببًا في الأعراض. كما يمكنه أيضًا توجيهك إلى خيارات العلاج المناسبة التي تشمل العلاج النفسي، الأدوية أو مزيج من الإثنين.

العلاج النفسي

أثبت العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعاليته في علاج نوبات الهلع، في هذا النوع من العلاج، يساعد المعالج الشخص في فهم أعراضه ومواجهتها ضمن بيئة آمنة.

حيثُ يركز العلاج السلوكي المعرفي على تعليم الفرد تقنيات للتعامل مع القلق الذي يثير نوبات الهلع. بالإضافة إلى تحسين عادات النوم والتقليل من العوامل التي تؤدي إلى حدوث النوبات.

يساعد هذا النوع من العلاج أيضًا في تقليل القلق الزائد وتحسين التحكم في مشاعر الذعر.

اقرأ أيضًا: تأثير الضغط النفسي على الشخص

الأدوية الموصوفة

إلى جانب العلاج النفسي، قد يصف الطبيب الأدوية لمساعدة المرضى في التحكم في نوبات الهلع الليلية. الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) والبنزوديازيبينات هي أدوية فعالة في تقليل القلق المرتبط بنوبات الهلع. هذه الأدوية تساعد في تقليل تكرار وشدة النوبات لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع.

طرق للوقاية من نـوبات الهلع الليلية

على الرغم من أنه لا يمكن تجنب نوبات الهلع الليلية تمامًا، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل احتمالية حدوثها. تتضمن استراتيجيات الوقاية التي قد تكون فعّالة في الحد من نوبات الهلع الليلية ما يلي:

  • تقليل تناول الكافيين: من الأفضل تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة، خاصة في فترة المساء، حيث يمكن أن يسهم الكافيين في زيادة القلق ويؤثر على نومك.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: تناول وجبات غذائية صحية ومتنوعة يساعد على الحفاظ على توازن الجسم ويمكن أن يساهم في تقليل الشعور بالقلق.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام: تساعد الرياضة في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يقلل من احتمالية حدوث نوبات الهلع. يُنصح بممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي.
  • السيطرة على مستويات التوتر: من المهم تعلم طرق فعّالة للتعامل مع التوتر، مثل تقنيات التنفس العميق أو التأمل.
  • الحصول على نوم كافٍ: من الضروري الحصول على قسط كافٍ من النوم والالتزام بعادات نوم صحية. مثل تحديد مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ وتجنب العوامل المشتتة قبل النوم.

المراجع:

  1. Star, K., PhD. (2022, December 23). What are nocturnal panic attacks? Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/nocturnal-panic-attacks-2584408
  2. Nocturnal panic attacks. (2024, June 7). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22776-nocturnal-panic-attacks

ضعيف الشخصية

علامات تدل على ضعيف الشخصية

ضعيف الشخصية

الشخصية تمثل جوهر الإنسان وتحدد هويته، وهي ما يميز الفرد عن غيره. حيثُ تُعدُّ الشخصية عنصراً أساسياً في كيفية تقييمه من قبل الآخرين، كما أنها تلعب دورًا رئيسيًا في بناء العلاقات والاندماج في مختلف مجالات الحياة. يعتمد النجاح أو الفشل في هذه المجالات بشكل كبير على نوع الشخصية؛ إذ يمكن أن تكون قوي الشخصية، واثقًّا، تمتلك أهدافًا واضحة وطموحًا عاليًا، أو قد تكون ضعيف الشخصية ومتردد،  تفضل السعي لإرضاء الآخرين على حساب نفسك. وقد تفتقر أيضًا إلى القدرة على وضع حدود صحية مع الآخرين، مما يجعلك عرضة للاستغلال أو تجاهل احتياجاتك الشخصية.

علامات تدل على أنك ضعيف الشخصية

إليك بعض العلامات التي قد تدل على ضعف الشخصية:

قلة الثقة بالنفس

الشخص ضعيف الشخصية غالبًا ما يشك في قدراته ولا يشعر بالثقة في نفسه، مما يجعله يعتمد على الآخرين في اتخاذ القرارات أو في الحصول على تأكيدات مستمرة.

تكون هذه الشخصية حساسة تجاه النقد وآراء الآخرين، وتقلل من قيمة إمكانياتها وقدراتها الذاتية، مع التركيز المستمر على العيوب والمساوئ. كثيرًا ما تقارن نفسها بالآخرين، وتعتبر نفسها أقل منهم في القيمة والجدارة، ما يجعلها تشعر بعدم استحقاق الحب أو التقدير، سواء في حياتها الشخصية أو الاجتماعية. هذا الشعور بالتفوق على الذات يؤثر سلبًا في بناء علاقات صحية مع الآخرين، ويخلق شعورًا بالعزلة أو التراجع.

التأثر الشديد برأي الآخرين

يميل الشخص ضعيف الشخصية إلى تعديل سلوكه أو مواقفه بناءً على آراء الآخرين، سواء كان ذلك في العمل أو العلاقات الشخصية، حتى لو كانت هذه الآراء تتعارض مع مبادئه أو رغباته.

افتقار الحافز والطموح

تفتقر الشخصية الضعيفة إلى الحافز والطموح، حيث تميل إلى الخمول والتشاؤم، وتفكر بطريقة سلبية في كل شيء من حولها. تعتقد أن الأمور تسير بشكل خاطئ دائمًا، وتظن أنه لا جدوى من بذل أي جهد لتحسين الوضع. كما تكثر من التذمر والشكوى من أبسط الأمور، مما يعيق تطورها الشخصي وقدرتها على تحقيق أهدافها. هذا السلوك يؤثر سلبًا على تقدمها في الحياة ويمنعها من التقدم نحو الأفضل.

الاعتماد المفرط على الآخرين

عدم القدرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية بشكل مستقل، حيث يحتاج الشخص إلى إشراف دائم من الآخرين لإتمام المهام أو اتخاذ القرارات الحاسمة.

الخوف من الرفض أو النقد

الشخص ضعيف الشخصية يتجنب المواجهات أو التعبير عن آرائه خوفًا من الرفض أو النقد، مما يؤدي إلى حالة من الانسحاب الاجتماعي أو العزلة.

اقرأ أيضًا: ماذا يعني جنون الارتياب أو البارانويا؟

التسامح الزائد على حساب النفس

ضعيف الشخصية قد يتسامح كثيرًا مع تصرفات الآخرين الضارة به، سواء كان ذلك بسبب الخوف من النزاع أو الرغبة في أن يُحَب من قبل الجميع، على حساب راحته النفسية.

عدم القدرة على وضع الحدود

الشخص ضعيف الشخصية يعاني من صعوبة في قول “لا” أو وضع حدود واضحة مع الآخرين، مما يجعله عرضة للاستغلال أو الاستنزاف العاطفي.

الانعزال أو الانسحاب من التحديات

يبتعد الشخص ضعيف الشخصية عن المواقف التي تتطلب منه اتخاذ موقف حاسم أو مواجهة تحديات، مفضلاً البقاء في منطقة الراحة حتى وإن كانت غير مفيدة له.

الشعور المستمر بالذنب

يميل الشخص ضعيف الشخصية إلى الشعور بالذنب حتى في الحالات التي لا تستدعي ذلك، كما أنه قد يتحمل مسؤوليات أو أخطاء ليس هو سببها، فقط لتجنب مواجهة الحقيقة أو الألم العاطفي.

الخوف من الفشل

الشخص ضعيف الشخصية يتجنب خوض التجارب الجديدة أو المخاطرة خوفًا من الفشل، ما يعوق تطوره الشخصي والمهني.

علاج ضعف الشخصية

هناك العديد من الأساليب التي تساعد في معالجة ضعف الشخصية، ومنها:

  • تحفيز الإرادة والعزيمة لتغيير النفس نحو الأفضل.
  • تعزيز الثقة بالنفس والاعتقاد بأن الشخص هو ما يراه الآخرون.
  • توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والاندماج مع المحيط الخارجي.
  • استشارة مختص نفسي لمعالجة المشاكل المتعلقة بالثقة بالنفس.
  • توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والاندماج مع المحيط الخارجي.
  • الابتعاد عن اليأس والتركيز على الإيجابيات في الحياة.
  • ممارسة الهوايات المفضلة التي تساهم في تحسين المزاج والشعور بالسعادة.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم لتحفيز الجسم والعقل، والتخلص من الطاقات السلبية.
  • السعي لاكتساب المهارات الشخصية والمعرفية وزيادة الثقافة العامة، مما يزيد الثقة بالنفس ويعزز القدرة على المشاركة في الحوارات والنقاشات.

المراجع:

  1. Signs of a weak character. (2020, July 14). eHow UK. https://www.ehow.co.uk/info_8433197_signs-weak-character.html
  2. Crawford, C. (2016, October 7). 8 Life skills to help you improve your personality. LifeHack. https://www.lifehack.org/481944/8-life-skills-to-help-you-improve-your-personality
العلاقة الزوجية

10 أسرار تساعد على نجاح العلاقة الزوجية واستقرارها

العلاقة الزوجية

العلاقة الزوجية هي أحد أسمى وأجمل الروابط التي يمكن أن تجمع بين شخصين، إذ تعتمد على الحب والاحترام المتبادل، والثقة العميقة، والتفاهم. النجاح في هذه العلاقة لا يأتي من مجرد التواجد معًا، بل يتطلب جهودًا مستمرة من الطرفين للتواصل، والنمو الشخصي والزوجي، والحفاظ على التوازن بين احتياجات كل طرف. تعد التحديات جزءًا من الحياة الزوجية، لكن ما يجعل العلاقة الناجحة هو القدرة على التعامل مع هذه التحديات بذكاء وحكمة، والتغلب على العقبات معًا. في هذا السياق، يوضح الدكتور معن العبكي في هذا المقال أهم العوامل التي تساعد على نجاح العلاقة الزوجية واستقرارها.

ما هي العوامل التي تساعد على نجاح العلاقة الزوجية واستقرارها؟

تتضمن أهم العوامل تساعد على نجاح العلاقة الزوجية واستقرارها الآتي:

التواصل الفعّال والمفتوح

التواصل هو حجر الزاوية لأي علاقة زوجية ناجحة. الزوجان اللذان يتواصلان بانتظام وبصراحة حول مشاعرهما، واحتياجاتهما، وأفكارهما يكون لديهما فرصة أفضل لفهم بعضهما البعض والتقارب العاطفي.

التواصل الفعّال يتطلب الاستماع الجيد والقدرة على التعبير عن النفس بطريقة محترمة وغير جارحة. التواصل لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يشمل أيضًا الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه وحركات الجسم، والتي قد تعكس الكثير عن مشاعر الشخص.

الاحترام المتبادل

الاحترام هو أحد الأسس التي تُبنى عليها العلاقات الصحية. في العلاقة الزوجية، يجب أن يشعر كل طرف بأن رأيه وأحاسيسه محترمة من قبل الآخر. الاحترام يعني تقبل الاختلافات، وعدم التقليل من قيمة الآخر أو توجيه الإهانات، والتعامل بلطف واهتمام. الاحترام يخلق بيئة آمنة للحوار والنمو الشخصي ويُحسن جودة الحياة الزوجية.

الثقة المتبادلة

وهي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها أي نوع من العلاقات الناجحة. في العلاقة الزوجية، إذا كانت الثقة مفقودة، فإن العلاقة الزوجية تكون عرضة للكثير من التحديات.

بناء الثقة يتطلب الالتزام والصدق والمصداقية بين الزوجين. كما أن الحفاظ على الثقة يتطلب الشفافية والاعتراف بالأخطاء والنية الصادقة في إصلاحها.

قد يهمك أيضًا: هل يمكن علاج المرض النفسي دون طبيب؟

التركيز على الجوانب الإيجابية

ينبغي على كل من الزوجين توجيه انتباههما إلى الصفات الجيدة في الطرف الآخر بدلاً من الانشغال بالتركيز على العيوب والسلبيات.

التفاهم والمرونة

التفاهم بين الزوجين هو عامل حاسم في نجاح العلاقة. عندما يفهم الزوجان احتياجات بعضهما البعض ويعملان معًا للتكيف مع الاختلافات الشخصية، تكون العلاقة الزوجية أكثر استقرارًا. 

المرونة أيضًا تعني القدرة على التكيف مع الظروف والتغيرات التي قد تحدث في الحياة، مثل التغيرات الاقتصادية أو العائلية أو الصحية. الزوجان الذين يمتلكان القدرة على التكيف مع التحديات سيستمران في بناء علاقة قوية ومتينة.

الوقت المشترك والأنشطة المشتركة

من أهم العوامل التي تساهم في نجاح العلاقة الزوجية هي قضاء وقت ممتع معًا. قد يكون ذلك من خلال ممارسة أنشطة مشتركة مثل الرياضة أو السفر أو حتى مشاهدة الأفلام أو القراءة معًا.

هذا الوقت المشترك يعزز الروابط العاطفية ويساعد الزوجين على تذكر سبب ارتباطهم ببعضهم البعض.

القدرة على التعامل مع الصعوبات معًا

الحياة الزوجية مليئة بالتحديات، من المشاكل المالية إلى اختلافات الرأي. النجاح في العلاقة يعتمد على كيفية تعامل الزوجين مع هذه التحديات معًا. القدرة على مواجهة الصعوبات كفريق واحد، دون اللجوء إلى لوم أو تجنب المشكلة، تعزز الوحدة بين الزوجين وتُساعد على التغلب على الأوقات الصعبة.

تجنب إلقاء اللوم أو الانتقاد على الشريك

الأزواج الأكثر نجاحًا يتعاملون مع بعضهم البعض باحترام، ويبحثون عن طرق للتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم دون انتقاد أو لوم.

فالوقوف في موقف المعارض تجاه الشريك يُعد أحد الأسباب الرئيسية لفشل العلاقة الزوجية.

التعبير المستمر عن الامتنان والحب

في إطار تحديد قواعد ثابتة لضمان استقرار العلاقة الزوجية والحد من احتمالات الطلاق. فإن ضرورة تعبير الأزواج لبعضهم البعض عن الشكر والتقدير والحب بشكل مستمر، حتى على أبسط الأشياء اليومية التي يقوم بها الشريك. يساهم في خلق جو من السعادة ويجعل الأيام تمضي بشكل أفضل.

تقدير الشريك

يحتاج كل من الزوجين إلى أن يشعر بالتقدير والاهتمام من الطرف الآخر، وذلك تقديرًا لكل ما يقدمه في مختلف جوانب الحياة، سواء كان ذلك من خلال الدعم العاطفي أو الأفعال اليومية.

المراجع:

  1. DiDonato, T. E., PhD. (2017, February 15). 2. Recommit, every day. Psychology Today. https://www.psychologytoday.com/intl/blog/meet-catch-and-keep/201702/7-secrets-successful-relationship
  2. iMOM. (2024, August 14). 10 Secrets of a Happy Marriage – IMOM. iMOM. https://www.imom.com/10-secrets-of-a-happy-marriage/#.XjF-RDIzaUl
العلاقة السامة

ما هي العلاقة السامة؟

العلاقة السامة

العلاقة السامة تتسم بأنماط سلبية تصدر من أحد الأطراف أو كلاهما، وهي نوع من العلاقات التي تضر بالأفراد بشكل مستمر على الصعيدين العاطفي والنفسي، في هذه العلاقة، يشعر أحد الأطراف أو كلاهما بالتعاسة، القلق، أو الاستنزاف العاطفي.

قد تكون هذه العلاقات بين الأصدقاء، أفراد العائلة، أو حتى بين الأزواج. وتتميز العلاقة السامة بالتحكم، النقد المستمر، الاستغلال العاطفي، أو حتى الإهمال المتعمد. غالبًا ما يشعر الشخص في علاقة سامة بأنه محاصر أو غير قادر على الهروب من المواقف الضارة، من المهم التعرف على العلامات المبكرة لهذه العلاقات والبحث عن سبل لإنهائها أو تحسينها قبل أن تترك أثرًا طويل الأمد على الشخص المعني.

كيف أعرف أني أعيش في علاقة سامة؟

العلاقات السامة قد تكون صعبة الاكتشاف في البداية، لكن هناك عدة علامات قد تشير إلى أنك قد تكون في علاقة سامة. إليك بعض هذه العلامات:

الإهانة والتقليل من القيمة

إذا كنت تجد نفسك محطماً عاطفيًا بسبب التعليقات السلبية المستمرة أو الإهانات من الطرف الآخر، سواء كانت جسدية أو لفظية، فهذا يعد من أبرز علامات العلاقة السامة.

الشخص في العلاقة السامة قد يقلل من قدراتك أو يهينك بشكل مستمر، مما يقلل من احترامك لذاتك.

التحكم المفرط والسيطرة

قد تشعر أن شريكك يراقبك بشكل مفرط أو يقرر لك ما يجب عليك فعله، أو يتحكم في حياتك الشخصية (مثل الأماكن التي تذهب إليها، الأشخاص الذين تقابلهم، أو حتى اختياراتك اليومية)، وهذا بالطبع يشير إلى سلوك تحكم مفرط.

التهديد بالعنف أو الإساءة

أي نوع من التهديدات بالعنف الجسدي أو العاطفي يُعدّ بمثابة علامة واضحة على وجود علاقة سامة. قد يكون هناك تهديدات علنية أو حتى مجرد تهديدات ضمنية بإيذائك جسديًا أو عاطفيًا.

الانتقاد المستمر والتقليل من النجاح

الشخص الذي يعيش في علاقة سامة قد يجد نفسه في دائرة من الانتقادات المستمرة، حتى إذا كانت إنجازاته أو محاولاته غير مستحقة للنقد. عندما لا يتم الاحتفال بنجاحاتك أو يُستخف بها باستمرار، فهذا يُعتبر أنك في علاقة سامة.

العزلة الاجتماعية

إذا كان شريكك يحاول فصلك أو عزلِك عن عائلتك أو أصدقائك ويشجعك على الانعزال عن العالم الخارجي، فهذا يعتبر علامة أخرى على العلاقة السامة. قد يستخدم شريكك أساليب مثل الغيرة أو التهديدات أو حتى الاستهانة بالأشخاص الآخرين في حياتك لإبعاديك عنهم.

شعور مستمر بعدم الرضا

إذا كنت تشعر بأنك لا تستطيع إرضاء شريكك مهما فعلت أو حاولت، وأنه دائمًا ما يكون هناك مشكلة أو شيء ناقص، فهذا من علامات العلاقة السامة. يشعر الشخص في هذه العلاقة بالتقليل المستمر من جهده ومشاعره.

التهرب من المسؤولية

في العلاقة السامة، قد يتهرب الطرف الآخر من تحمّل المسؤولية عن تصرفاته وأفعاله. قد يتّهمك دائمًا بأنك السبب في المشاكل أو يبرر تصرفاته الخاطئة بالقول إنك أنت من جعلته يتصرف بهذه الطريقة.

الاختلافات في الطاقة والتوازن العاطفي

قد تشعر بأنك دائمًا ما تقدم ولا تأخذ، مما يسبب لك شعورًا دائمًا بالتعب العاطفي. في العلاقة السامة، قد تجد نفسك مشغولًا في محاولة “إرضاء” الطرف الآخر، بينما لا يبادلك نفس المستوى من العناية والاهتمام.

الشعور بعدم الأمان

عندما تجد نفسك في حالة مستمرة من القلق، الخوف أو التوتر بشأن المستقبل، أو لا تشعر بالأمان العاطفي أو الجسدي، فهذا يشير إلى أن العلاقة تفتقر إلى الاستقرار والاحترام المتبادل.

قد يهمك أيضًا: أعراض الوسواس القهري الشديد

الاستجابة السلبية للمشاعر

في العلاقة السامة، قد لا يتم احترام مشاعرك أو تلبية احتياجاتك العاطفية. بدلاً من التواصل المتبادل، قد تجد أن الطرف الآخر يتجاهل مشاعرك أو يعاملك بطريقة قاسية وغير رحيمة.

طرق التأقلم مع العلاقات السامة

التعامل مع علاقة سامة يتطلب شجاعة ووعياً بضرورة الحفاظ على صحتك العاطفية والجسدية. إذا كنت تشعر أنك في علاقة سامة، إليك بعض الخطوات العملية للتعاملها:

الاعتراف بالوضع

إن أول خطوة مهمة تتضمن الاعتراف بأنك في علاقة سامة. قد يكون من الصعب في البداية تحديد ذلك، خاصة إذا كانت العلاقة قد بدأت بشكل إيجابي أو إذا كنت قد تعودت على تصرفات الطرف الآخر.

بمجرد أن تدرك أن العلاقة سامة، يصبح من السهل اتخاذ قرارات مدروسة للتعامل معها.

وضع حدود واضحة

في العلاقات السامة، يكون من الضروري وضع حدود واضحة وصارمة مع الطرف الآخر. قد يشمل ذلك تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في التعامل معك.

إذا كانت هناك سلوكيات تؤذيك، فلا تتردد في إخبار الشخص الآخر بذلك. حاول أن تكون حازمًا في الحفاظ على هذه الحدود.

التواصل الصريح

إذا كنت تشعر بأنك في علاقة سامة، من المهم التحدث عن مشاعرك بشكل صريح. قد يتطلب هذا منك التعبير عن استيائك أو الألم الذي تشعر به بسبب تصرفات الطرف الآخر. استخدم أسلوب “أنا” (مثلاً: “أنا أشعر بالحزن عندما يحدث كذا…”) بدلاً من اللوم أو النقد المباشر لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد الخلافات.

البحث عن الدعم النفسي

يمكن أن يكون من الصعب إدارة العلاقات السامة بمفردك، لذا لا تتردد في طلب الدعم. تحدث إلى الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والإرشاد. في بعض الحالات، قد تحتاج إلى استشارة مختص في العلاقات الزوجية أو معالج نفسي يساعدك على فهم مشاعرك وتوجيهك في كيفية التعامل مع الوضع.

تقييم العلاقة باستمرار

بعد اتخاذ بعض الخطوات الأولى مثل تحديد الحدود والتواصل مع الشخص الآخر، خذ وقتًا لتقييم العلاقة. هل الطرف الآخر يحترم حدودك؟ هل العلاقة تتحسن أم تسوء؟ إذا استمرت الأمور في التحسن، يمكنك العمل على تعزيز العلاقة، ولكن إذا كانت تتحول إلى سلبية أكثر فأكثر، قد يكون الوقت قد حان للتفكير في الابتعاد.

الاعتناء بنفسك

في علاقة سامة، قد يكون الشخص الآخر قد أضر بثقتك بنفسك. لذا، من الضروري أن تعتني بنفسك وتعيد بناء ثقتك بنفسك. قم بممارسة الأنشطة التي تحبها، اعتنِ بصحتك الجسدية والنفسية وخصص وقتًا للتأمل أو ممارسة الرياضة أو أي نشاط يعزز رفاهيتك.

عدم التبرير لأفعال الطرف الآخر

في كثير من الأحيان، قد تجد نفسك تبرر تصرفات الطرف الآخر أو تشعر بالذنب تجاه مشاعرك. تذكر أنه لا ينبغي لك أن تتحمل سلوكًا سامًا فقط لأن الشخص الآخر يمر بظروف صعبة أو يتحدث إليك بشكل مؤلم. سلوك الآخرين لا يعفيهم من مسؤولية أفعالهم.

المراجع:

  1. Calm Editorial Team. (2024, November 19). 6 signs of a toxic relationship (and how to end them) — Calm Blog. Calm Blog. https://www.calm.com/blog/toxic-relationships
  2. Scott, E., PhD. (2023, November 3). What to Know If You’re Concerned About a Toxic Relationship. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/toxic-relationships-4174665#toc-coping-with-toxic-relationships
اكتئاب التقدم بالعمر

طرق التعامل مع اكتئاب التقدم بالعمر

اكتئاب التقدم بالعمر

اكتئاب التقدم بالعمر أو اكتئاب الشيخوخة هو من المشاكل النفسية الشائعة التي قد يشعر بها العديد من كبار السن ويتميز بمشاعر الحزن المستمرة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور بالعزلة والوحدة.

غالبًا ما يؤثر الاكتئاب على كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة أو صعوبة في الحركة. وهو ليس جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة، ولا يصاب به كل شخص مع تقدم العمر.

وتجدر الإشارة إلى أنه غالبا ما يصعب تشخيص هذه المشكلة لدى كبار السن حيث قد تتشابه بعض أعراض الاكتئاب مع التغيرات الطبيعية التي ترافق التقدم في السن أو الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. لذلك، من الضروري التعرف جيدًا على الأعراض للتمكن من التشخيص المبكر والعلاج الفعّال.

طرق التعامل مع اكتئاب التقدم بالعمر

تتضمن أهم طرق التعامل مع اكتئاب التقدم بالعمر ما يلي:

استشارة الطبيب المختص

أول خطوة مهمة في التعامل مع اكتئاب التقدم في العمر هي استشارة طبيب نفسي مختص. فكما ذكرنا سابقًا قد يصعب على كبار السن التمييز بين الاكتئاب والأعراض الطبيعية للشيخوخة، لذا من الضروري الحصول على تشخيص دقيق.

يساعد الطبيب في تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الاكتئاب أو نتيجة لأمراض أخرى. العلاج الطبي المبكر من خلال الأدوية أو العلاج النفسي يساعد في تحسين الحالة بسرعة.

قد تتضمن العلاجات التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يكون فعالًا جدًا في معالجة الاكتئاب لدى كبار السن. هذا النوع من العلاج يساعدهم على إعادة صياغة الأفكار السلبية والمشاعر المحبطة، ويعزز قدرتهم على مواجهة التحديات اليومية.

علاوة على ذلك، الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء يعد أمرًا بالغ الأهمية. من خلال الاستماع إليهم وتشجيعهم، يمكن أن يشعر كبار السن بالتحسن ويستعيدون قدرتهم على التفاعل مع محيطهم.

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يكون العلاج الدوائي ضروريًا للتحكم في أعراض الاكتئاب. قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الاكتئاب التي تساعد في تحسين التوازن الكيميائي في الدماغ. لكن ينبغي أن يتم العلاج الدوائي تحت إشراف طبي دقيق لتجنب التفاعلات السلبية مع أدوية أخرى قد يتناولها كبار السن.

قد تستغرق مضادات الاكتئاب وقتًا أطول لبدء مفعولها لدى كبار السن مقارنة بمن هم أصغر سنًا.

ونظرًا لأن كبار السن أكثر حساسية للأدوية، فقد يصف الأطباء جرعات أقل في البداية. بشكل عام، تكون مدة علاج الاكتئاب لدى كبار السن أطول من تلك لدى المرضى الأصغر سنًا.

ممارسة النشاط البدني

التمرين المنتظم له تأثير كبير على الصحة النفسية والجسدية. حيثُ يساعد النشاط البدني على إفراز الهرمونات التي تحسن المزاج، مما يقلل من أعراض الاكتئاب. يمكن أيضًا تعزيز الثقة بالنفس من خلال الحفاظ على النشاط البدني والمشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها.

ممارسة الهوايات والأنشطة الاجتماعية

الانخراط في الأنشطة المفضلة يمكن أن يساعد في تخفيف مشاعر الوحدة والاكتئاب. سواء كانت القراءة أو الرسم أو الزراعة أو أي نشاط آخر، فإن الهوايات يمكن أن تعزز الإحساس بالإنجاز والرضا. كذلك، الحفاظ على علاقات اجتماعية نشطة أمر ضروري. الانضمام إلى مجموعات أو أنشطة اجتماعية قد يساعد في تعزيز التفاعل الاجتماعي ويسهم في محاربة العزلة التي قد يشعر بها الكثيرون من كبار السن.

اقرأ أيضًا: أعراض الفصام العقلي

الاعتناء بالتغذية الجيدة والنوم الكافي

التغذية السليمة والنوم الجيد لهما دور كبير في تحسين الحالة النفسية. تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون، يمكن أن يساهم في تحسين المزاج العام.

كما أن الحصول على نوم كافٍ ومريح يؤثر إيجابيًا على الصحة النفسية. اضطرابات النوم قد تزيد من مشاعر القلق والاكتئاب، لذا من المهم أن يحرص كبار السن على الحصول على قسط كافٍ من النوم.

السيطرة على التوتر والمشاعر السلبية

تعلّم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، يمكن أن يساعد كبار السن على التعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

هذه التقنيات ليست مفيدة فقط في تخفيف القلق، بل تساعد أيضًا في تحسين التركيز والشعور بالهدوء.

الاهتمام بالصحة العامة

من المهم أيضًا الاهتمام بالصحة العامة بشكل شامل. زيارة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوصات الروتينية والتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة يمكن أن يساعد في تجنب تفاقم أعراض الاكتئاب. التعامل مع الحالات الصحية بشكل فاعل مثل أمراض القلب أو السكري، يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة والشعور بالراحة النفسية.

المراجع:

  1. Healthdirect Australia. (n.d.). Depression in older people. Causes, Symptoms, Treatment | Healthdirect. https://www.healthdirect.gov.au/depression-in-older-people
  2. Bruce, D. F., PhD. (2024, September 3). Depression in older people. WebMD. https://www.webmd.com/depression/depression-elderly#1-4
الثقة بالنفس

الثقة بالنفس: كيف تحول مخاوفك إلى دافع لتحقيق النجاح؟

تُعتبر الثقة بالنفس واحدة من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية. ولكن، قد يواجه الكثير منا مشاعر القلق والخوف التي تعيق التقدم وتؤثر في قدرتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة أو استغلال الفرص. لكن ماذا لو تمكنت من تحويل هذه المخاوف إلى مصدر قوة؟ ما قد يعتقده البعض أنه عائق يمكن أن يصبح دافعًا قويًا لتحقيق الأهداف والطموحات. في هذه المقالة، سنتناول كيفية بناء الثقة بالنفس وتحويل المخاوف إلى قوة دافعة نحو النجاح.

طرق تقوية الثقة بالنفس

تتضمن أهم طرق تقوية الثقة بالنفس ما يلي:

تعلم قبول ذاتك

يعاني العديد من الأشخاص من تدني تقدير الذات بسبب شعورهم بوجود عيب ما في شخصياتهم، مما يجعلهم يرفضون قبول أنفسهم كما هم. هذا الرفض غالبًا ما يزيد من مشاعر عدم الاستحقاق، خاصةً عندما يتلقون نصائح متواصلة بشأن ضرورة تحسين مظهرهم الخارجي أو مكانتهم الاجتماعية ليحظوا بقبول الآخرين.

لكن التغيير يبدأ من الداخل. حاول أن تركز على الجوانب التي تحبها في نفسك، واعمل على تقبل خصالك التي قد تكون خجولًا منها مثل طريقة ضحكك أو تعبيراتك. هذا القبول يعكس إيمانك الداخلي بأنك شخص ذو قيمة. وعندما نعلم أننا لسنا وحدنا في معركة القبول الذاتي، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع هذه التحديات بثقة.

سامح نفسك

إحدى الأسباب التي تجعل الكثيرين يعانون من صعوبة في بناء شعور بالقيمة والجدارة هي تمسكهم بالغضب والندم على أخطاء الماضي. من أجل أن نتمكن من مسامحة أنفسنا، يجب أن نتقبل هذه الأخطاء كجزء من تجربتنا الحياتية. هذا التقبل يعيننا على التحرر من ماضيّنا، ويوقف تأنيب الضمير المستمر، كما يزيل اللوم عن الآخرين، ليمنحنا فرصة التقدم والمضي قدمًا في الحياة.

احترم مشاعرك وقدرها

السر وراء بناء ثقة بالنفس قوية ومستدامة يكمن في قبول جميع المشاعر التي نختبرها، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

هذا لا يعني أننا يجب أن نتصرف بناءً على مشاعرنا في جميع الأوقات، بل يشير إلى ضرورة الاعتراف بها وفهم أنها جزء طبيعي من تجربتنا البشرية.

يمكننا منح مشاعرنا الاهتمام الذي تستحقه عن طريق كتابة يومياتنا أو مشاركتها مع الأشخاص المقربين أو مع معالج نفسي، مما يساعدنا على التعامل معها بوعي وهدوء.

مارس الحديث الذاتي الإيجابي

الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يكون له تأثير محبط على القدرات الشخصية ويقلل من الثقة بالنفس، حيث يعزز الاعتقادات مثل “لا أستطيع التعامل مع هذا” أو “المهمة صعبة جدًا” أو “لا يستحق المحاولة”.

لذا، من المهم ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات، حيث يساعد ذلك على تخطي الشكوك الداخلية ويمنح الشخص القوة لمواجهة التحديات الجديدة بثقة أكبر.

التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين، وهو أمر قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتِهم. لذلك، من الضروري التوقف عن هذه المقارنات فورًا والتركيز على التطور الشخصي بدلاً من مقارنة إنجازات الذات مع إنجازات الآخرين.

كن سيد نفسك

في أوقات الشدة، قد نميل إلى قسوة التعامل مع أنفسنا. ننتقد أنفسنا بشكل قاسٍ في أوقات الأزمات، مما يزيد من مشاعر الحزن والضعف. ما نحتاجه في تلك اللحظات هو أن نكون حاضرين لأنفسنا، نمنحها الدعم الذي نحتاجه من الآخرين.

في المرة القادمة التي تمر فيها بتجربة صعبة، حاول أن تعترف بمشاعرك، وتقبلها، ثم قدم لنفسك الشعور بالأمان. ضع يدك على قلبك وتحدث مع نفسك بكلمات تشعرك بالراحة والطمأنينة. بهذه الطريقة، تصبح أنت الشخص الذي يمكنه منح نفسه القوة والدعم.

وضع أهداف واقعية.

اقرأ أيضًا: ما هو القلق النفسي

تحديد أهداف واقعية

تحديد أهداف مستحيلة قد يؤدي إلى شعور بالعجز ويقوض الثقة بالنفس. لذا من الأفضل تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، حيث يسهم النجاح في تحقيق هذه الأهداف في تعزيز الثقة بالنفس وتحفيزنا للاستمرار في التقدم.

تواصل مع الأشخاص الذين يدعمونك

مشاعر عدم القيمة قد تدفعنا إلى العزلة، حيث نبتعد تدريجيًا عن الآخرين بسبب شعورنا بعدم الجدارة. هذه العزلة تساهم في تعميق شعورنا بعدم القيمة. ولكن عندما ندرك أننا لا نواجه هذه التحديات بمفردنا، فإن هذا الوعي يمكن أن يساعدنا في تجاوزها.

التواصل مع الأشخاص الذين يقدروننا ويقدمون الدعم يمكن أن يعيد لنا شعورنا بقيمتنا الإنسانية، ويعزز من قدرتنا على تخطي الصعاب.

المراجع:

  1. Lcsw, A. M. (2024, April 25). How to be More confident: 9 tips that work. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-boost-your-self-confidence-4163098
  2. Kennedy, T. (2023, November 12). 10 Powerful ways to be more confident. LifeHack. https://www.lifehack.org/683919/how-to-be-more-confident-the-definitive-step-by-step-guide

Markway, B., PhD. (2018, September 20). Self-confidence is linked to almost every element involved in a happy life. Psychology Today. https://www.psychologytoday.com/us/blog/shyness-is-nice/201809/why-self-confidence-is-more-important-you-think

الرهاب الاجتماعي

علامات تدل أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يتمثل في خوف وقلق شديدين من المواقف الاجتماعية أو التفاعل مع الآخرين. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من الخوف المبالغ فيه من الحكم عليهم أو الظهور بشكل غير لائق أمام الآخرين، مما يؤدي إلى تجنبهم للمواقف الاجتماعية قدر الإمكان.

يؤثر الرهاب الاجتماعي بشكل كبير على الحياة اليومية، وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والتأثير على الأداء المهني والدراسي. في هذا المقال  الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان يوضح علامات الرهاب الاجتماعي وطرق التعامل معه.

أعراض الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي يتجلى في عدة علامات وأعراض جسدية ونفسية، يمكن أن تتفاوت من شخص لآخر حسب درجة الاضطراب. وتشمل أبرز الأعراض ما يلي:

القلق والتوتر الشديد في المواقف الاجتماعية

يشعر الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي بالقلق الشديد قبل أو أثناء المواقف الاجتماعية، مثل الاجتماعات أو الحفلات أو مقابلة أشخاص جدد. قد يتجنب الشخص هذه المواقف خوفًا من الإحراج أو الرفض.

الخوف من الانتقاد أو الحكم السلبي

يشعر الشخص بالقلق المفرط من أن يلاحظ الآخرون عيوبه أو أخطاءه، وقد يبالغ في تصور ما قد يفكر به الآخرون عنه.

الخجل أو التعرق الزائد

يشعر الشخص بالخجل الشديد مما قد يؤدي إلى احمرار الوجه أو التعرق الزائد في المواقف الاجتماعية.

سرعة ضربات القلب أو الارتجاف

يشعر المصاب برهاب الاجتماعي بتسارع في ضربات القلب، وقد يصاحبه شعور بالارتجاف أو الرجفة في اليدين أو الجسم.

صعوبة في التحدث أو التعبير

يشعر الشخص المصاب بصعوبة كبيرة في التعبير عن نفسه أو حتى التحدث أمام الآخرين، وقد يكون أكثر عرضة للوقوع في صمت طويل أو تجنب الحديث تمامًا.

تجنب المواقف الاجتماعية

نتيجة للخوف المستمر، قد يبدأ الشخص في تجنب المواقف الاجتماعية تمامًا، مثل الحفلات أو اللقاءات الاجتماعية أو حتى الذهاب إلى العمل أو المدرسة.

القلق بعد التفاعل الاجتماعي

بعد أي تفاعل اجتماعي، قد يصبح الشخص مهووسًا بما حدث، ويبدأ في التفكير مرارًا وتكرارًا حول كيفية تصرفه، ويشعر بالندم أو القلق من كيف بدا للآخرين.

الشعور بعدم الارتياح

من الأعراض الجسدية الأخرى التي قد يعاني منها الشخص: جفاف الفم، الدوخة، أو الشعور بالغثيان في المواقف الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: الشخصية السلبية العدوانية

الشعور بالعزلة أو الانسحاب

قد يفضل الشخص الذي يُعاني من الرهاب الاجتماعي العزلة ويتجنب التواصل مع الآخرين، خوفًا من الإحراج أو من أن يُحكم عليه بشكل سلبي.

طرق التخلص من الرهاب الاجتماعي

تتضمن أهم طرق التخلص من الرهاب الاجتماعي ما يلي:

تعلم تقنيات الاسترخاء

تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق المرتبط بالرهاب الاجتماعي. عبر هذه الطريقة، يمكن تقليل الأعراض الجسدية للقلق مثل تسارع نبضات القلب أو التنفس السريع، مما يمنح شعورًا بالهدوء والثقة.

تتضمن خطوات التنفس العميق ما يلي:

  • اجلس في وضع مريح مع ظهرك مستقيماً.
  • ضع يدًا على بطنك والأخرى على صدرك.
  • تنفس ببطء من أنفك لمدة 4 ثوانٍ، مع التأكد من أن اليد على بطنك ترتفع، بينما تبقى اليد على صدرك ثابتة إلى حد كبير.
  • احبس أنفاسك لمدة ثانيتين، ثم أخرجها ببطء من فمك لمدة 6 ثوانٍ.
  • كرر هذه العملية عدة مرات حتى تشعر بالاسترخاء.

هذه التقنية تساعد على التحكم في التنفس وتقليل القلق، مما يمنحك شعورًا أكبر بالهدوء.

تحدي الأفكار السلبية

الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يرتبط بمجموعة من الأفكار السلبية مثل “الجميع سيلاحظ أخطائي” أو “سأبدو غبيًا”. تحدي هذه الأفكار من خلال طرح أسئلة مثل: “هل هذا حقيقي؟” أو “ما هو أسوأ شيء قد يحدث؟”. هذا يساعدك على إعادة تشكيل أفكارك السلبية وتحويلها إلى أفكار أكثر منطقية.

التدريب على المهارات الاجتماعية

تعزيز المهارات الاجتماعية من خلال ممارسة التفاعل مع الآخرين قد يساعدك في بناء الثقة. ابدأ بتكوين علاقات بسيطة وآمنة مع الأصدقاء أو العائلة، وحاول الانخراط في محادثات قصيرة ومريحة. كلما تدربت أكثر، كلما أصبحت أكثر ارتياحًا في المواقف الاجتماعية.

التمرين على التفكير الإيجابي

بدلاً من التركيز على التوقعات السلبية، حاول تدريب نفسك على التفكير الإيجابي في المواقف الاجتماعية. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير في أنك ستخفق في محادثة، حاول التفكير في أن الأمور قد تسير على ما يرام، وأن الناس غالبًا لا يركزون على الأخطاء كما قد تظن.

تجنب العزلة

من المغري البقاء في المنزل أو تجنب المواقف الاجتماعية، لكن العزلة قد تزيد من القلق الاجتماعي على المدى الطويل.

حاول أن تضع نفسك تدريجيًا في مواقف اجتماعية حتى لو كانت صغيرة. التواصل مع الآخرين يعزز الثقة بالنفس ويقلل من تأثير الرهاب الاجتماعي بمرور الوقت.

المكافأة الذاتية

عندما تنجح في مواجهة مواقف اجتماعية صعبة، قدم لنفسك مكافأة صغيرة، سواء كانت وقتًا ممتعًا أو نشاطًا تحبه. هذا يعزز لديك شعور بالإنجاز ويشجعك على مواجهة المزيد من التحديات.

المراجع:

  1. Website, N. (2023b, May 19). Social anxiety (social phobia). nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/social-anxiety/#:~:text
  2. Social anxiety disorder (social phobia) – Symptoms and causes. (n.d.). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/social-anxiety-disorder/symptoms-causes/syc-20353561
  3. Ready to overcome social anxiety? These 9 tips can help. (2021, May 26). Healthline. https://www.healthline.com/health/anxiety/how-to-get-over-social-anxiety

فقدان الشغف

طرق علاج فقدان الشغف

فقدان الشغف

فقدان الشغف هو شعور بالفراغ الداخلي أو غياب الحماس تجاه الأنشطة والأهداف التي كانت تُثير الاهتمام في الماضي. في لحظات من حياتنا، قد نجد أنفسنا فجأة نواجه صعوبة في الاستمتاع بالأشياء التي كنا نحبها أو نجد دافعاً لإنجاز المهام التي كانت تشعرنا بالفخر. قد يمر هذا الشعور في أوقات صعبة أو نتيجة لتغييرات كبيرة في حياتنا، مثل ضغوط العمل أو مشاعر خيبة الأمل في العلاقات الشخصية أو حتى الفقدان.

عندما يفقد الشخص شغفه، يمكن أن يشعر وكأن الحياة أصبحت مجرد سلسلة من المهام اليومية بلا طعم أو هدف. هذا الشعور يمكن أن يتسلل ببطء إلى مختلف جوانب الحياة، من العمل إلى الهوايات وحتى التفاعل مع الآخرين. فقدان الشغف ليس بالضرورة مجرد حالة من الملل، بل هو أكثر من ذلك بكثير. إنه علامة على أن الشخص قد يحتاج إلى إعادة تقييم أولوياته أو أن يجد طرقاً جديدة لإعادة إشعال الحافز الداخلي.

يذكر الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان في هذا المقال طرق علاج فقدان الشغف.

طرق علاج فقدان الشغف

الشعور بفقدان الشغف يمكن التعامل معه والتغلب عليه. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في استعادة شغفك وإشعال الحافز من جديد:

إعادة تقييم أهدافك

في كثير من الأحيان، قد يكون فقدان الشغف ناتجًا عن فقدان الأهداف الواضحة أو ارتباطك بها. عندما لا تكون لديك أهداف واضحة أو حينما تشعر أن أهدافك الحالية أصبحت غير ملهمة، يصبح من السهل أن تشعر بالفتور. لذلك، أعد تقييم أهدافك وتحقق مما إذا كانت تتماشى مع قيمك الحالية وطموحاتك.

ابدأ بتحديد ما الذي يثير اهتمامك بالفعل الآن. قد تكون هناك أشياء جديدة ترغب في تعلمها أو أهداف مختلفة تعكس تطورك الشخصي. وضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق يمكن أن يساعدك على استعادة الدافع تدريجيًا.

التغيير في الروتين اليومي

أحيانًا يصبح الروتين اليومي هو السبب وراء شعورنا بالملل وفقدان الشغف. إذا كنت تشعر أنك عالق في دائرة مفرغة من المهام اليومية التي لا تجلب لك أي نوع من الإثارة أو التجديد، جرب تغيير روتينك. يمكن أن يكون تغيير بسيط مثل تخصيص وقت يومي لممارسة هواية جديدة، أو حتى الذهاب إلى مكان جديد أو لقاء أشخاص جدد.

إدخال تغييرات بسيطة في حياتك يمكن أن يمنحك شعورًا بالتجديد والإثارة، مما يساعد على إعادة إحياء حماسك.

اقرأ أيضًا: تأثير الضغط النفسي على الشخص

العناية الذاتية والتوازن

قد يكون شعور فقدان الشغف ناتجًا عن الإرهاق النفسي أو الجسدي. عندما لا تعطي نفسك وقتًا للراحة أو الترفيه، يصبح من الصعب الحفاظ على الحافز الداخلي. من المهم أن تخصص وقتًا لنفسك، سواء كان ذلك من خلال أخذ قسط من الراحة، ممارسة الرياضة، أو حتى التأمل.

عندما تعتني بنفسك على المستوى الجسدي والنفسي، ستلاحظ تحسنًا في مستوى الطاقة لديك، وهو ما يمكن أن يساعدك على استعادة الشغف في الأنشطة التي كنت تستمتع بها.

التواصل مع الآخرين

قد تكون العزلة الاجتماعية من العوامل المساهمة في فقدان الشغف. عندما تشعر بالانفصال عن الآخرين أو لا تجد أحدًا يشاركك اهتماماتك، قد يكون من الصعب أن تجد الحافز للاستمرار. حاول التواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو الانضمام إلى مجموعات أو منتديات تهتم بنفس اهتماماتك.

التفاعل مع الآخرين يمكن أن يوفر لك الدعم الاجتماعي الذي يساعدك على استعادة دافعك واستعادة شغفك.

الاحتفال بالإنجازات الصغيرة

في بعض الأحيان، قد نغفل عن تقدير النجاحات الصغيرة التي تحققها يوميًا. فقد تشعر أن إنجازاتك غير مهمة عندما تقارنها بأهدافك الكبيرة. ولكن من خلال الاعتراف بهذه الإنجازات الصغيرة والاحتفال بها، يمكنك بناء شعور بالإنجاز الذي يعيد لك الحافز لاستكمال ما بدأته.

خصص وقتًا لتقدير كل خطوة تخطوها نحو هدفك، مهما كانت صغيرة. هذا يساعدك على إعادة شحن طاقتك النفسية والبدنية.

التسامح مع نفسك

أحيانًا، يصبح فقدان الشغف نتيجة لشعورك بالضغط أو اللوم على نفسك لأنك لم تحقق ما كنت تتوقعه. من المهم أن تتذكر أن الحياة مليئة بالتحديات، وأنه لا بأس من الشعور بالإحباط في بعض الأحيان. كونك قاسيًا على نفسك لن يساعدك على استعادة شغفك. بالعكس، يجب أن تكون متسامحًا مع نفسك، وأن تقبل أن الفترات التي تشعر فيها بالإحباط هي جزء طبيعي من مسار الحياة.

هل فقدان الشغف يعتبر مرضًا نفسيًا؟

لا يعد فقدان الشغف مرضًا نفسيًّا بحد ذاته أو اضطرابًا مستقلًا، حتى وإن كان مرتبطًا ببعض الاضطرابات النفسية. ببساطة، هو شعور طبيعي يمكن أن يمر به أي شخص في مراحل مختلفة من حياته، وغالبًا ما يكون نتيجة لمجموعة من العوامل مثل الإجهاد، أو الإرهاق، أو التغيرات في الاهتمامات والأولويات.

ومع ذلك، من المهم أن نذكر أن فقدان الشغف قد يكون أحد الأعراض المرتبطة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب. فإذا كان الشخص يعاني من فقدان مستمر في الاهتمام أو يجد صعوبة في الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تثير حماسه سابقًا، مع وجود أعراض أخرى مثل الشعور بالحزن العميق، اليأس، أو اضطرابات في النوم والشهية، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود حالة صحية نفسية تتطلب الاهتمام والعلاج.

المراجع:

  1. Cox, G. (2024, September 20). What to do when you lose your passion for something -. https://redhotmindset.com. https://redhotmindset.com/when-your-passion-gets-taken-away/
  2. MSEd, K. C. (2023, December 5). 5 things to do if you feel a loss of interest. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/things-to-do-if-you-feel-a-loss-of-interest-5093337
الكبت

الكبت النفسي وتأثيره على الشخص

الكبت

الكبت النفسي هو عبارة عن مشاعر يلجأ إليها العقل عندما يرفض أو لا يستطيع مواجهة مشاعر أو أفكار سلبية ومؤلمة أو غير مقبولة. بدلاً من التعبير عن هذه المشاعر أو معالجتها بشكل مباشر، يقوم العقل بكبحها ودفنها في أعماق الوعي. قد تكون هذه المشاعر مرتبطة بتجارب ماضية مؤلمة، أو مخاوف لم تُعالج، أو رغبات غير محققة. ورغم أن الكبت قد يساعد في الحفاظ على الاستقرار النفسي في اللحظة الراهنة، إلا أن هذه المشاعر المدفونة قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية مع مرور الوقت.

الكبت النفسي وتأثيره على الشخص

يُعد الكبت النفسي حالة تؤثر في الشخص على مستويات متعددة، حيث يظهر على الفرد مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية نتيجةً لتراكم المشاعر المكبوتة. هذه بعض الأعراض التي قد تطرأ على الشخص الذي يعاني من الكبت النفسي:

الأعراض الجسدية

عندما يعاني الشخص من الكبت النفسي، قد تظهر عليه مجموعة من الأعراض الجسدية التي قد تستمر لفترات طويلة، ومنها:

  • ظهور مشكلات جلدية مثل حب الشباب أو التهيّج.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الغازات أو الإمساك.
  • الشعور بـ التعب المزمن أو الإرهاق.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • صعوبة في النوم أو الأرق المستمر.
  • تغييرات في الشهيّة أو زيادة الوزن، مما يزيد من خطر السمنة.
  • الصداع المستمر.
  • الدوار والشعور بعدم التوازن.
  • آلام في مناطق مختلفة من الجسم مثل الرقبة و الظهر و البطن و الصدر، بالإضافة إلى تشنجات عضلية.
  • ضعف الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى زيادة تعرض الجسم للعدوى والأمراض.

الأعراض النفسية

قد يُلاحظ الشخص الذي يعاني من الكبت النفسي بعض الأعراض النفسية التي ترتبط بشكل وثيق بمشاعر المكبوتة. ومن أبرز هذه الأعراض:

  • الشعور بـ الفراغ الداخلي المستمر.
  • الإحباط الدائم أو اليأس.
  • نسيان الأمور بسهولة، أو عدم القدرة على التركيز.
  • الارتباك أو عدم الراحة عند الحديث عن المشاعر الشخصية.
  • الاكتئاب.
  • القلق,
  • الشعور بـ الهدوء أو السرور في تجنب التفكير في القضايا المزعجة.

الأعراض السلوكية

تظهر بعض السلوكيات التي تعكس الكبت النفسي، حيث يسعى الشخص إلى إخفاء مشاعره أو الهروب منها بطرق مختلفة. هذه بعض السلوكيات التي قد تكشف عن وجود الكبت النفسي:

  • الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للهروب من الواقع أو لتجنب التفكير في القضايا العاطفية.
  • صعوبة في الحديث عن الأمور الشخصية أو مشاركة المشاعر مع الآخرين.
  • مشكلة في تكوين العلاقات العميقة والمستدامة.
  • اللجوء إلى الكحول أو المواد المخدرة كوسيلة للهروب من مواجهة المشاعر المكبوتة.
  • عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو تجاهلها.
  • صعوبة في تقييم الذات بشكل صحيح أو القبول بالنقد.
  • مواجهة المواقف الضاغطة أو المزعجة بطريقة سلبية، مما قد يدفع الآخرين إلى تصنيف الشخص بأنه بارد أو غير مبالي.

اقرأ أيضًا: الهوس الاكتئابي، اضطراب ثنائي القطب

طرق التعامل مع الكبت النفسي

تتضمن طرق التعامل مع الكبت النفسي ما يلي:

فهم كيفية ارتباطك بمشاعرك

كيف ترى مشاعرك؟ هذا السؤال مهم لأن الطريقة التي تفكر بها حيال مشاعرك تؤثر بشكل كبير على كيفية تعاملنا معها. إذا كنت تعتبر المشاعر السلبية شيئًا مزعجًا أو علامة على الضعف، فقد تجد نفسك تشعر بالإحباط عندما تمر بهذه المشاعر، سواء كان ذلك في نفسك أو في الآخرين.

هذا قد يدفعك إلى دفع هذه المشاعر بعيدًا أو محاولة إخفائها. ومع مرور الوقت، قد تصبح هذه الاستجابة آلية أو عادة تلقائية. لذا، من المفيد أن تتوقف وتلاحظ متى تحدث هذه الأنماط لكي تتمكن من تغييرها والتعامل معها بشكل أكثر وعيًا.

تعلم عن المشاعر

هل فكرت يومًا في سبب وجود المشاعر؟ وما الهدف من وجود المشاعر السلبية والإيجابية؟ هذا النوع من التفكير يمكن أن يساعدك على تحدي المفاهيم الخاطئة حول المشاعر ويعطيك الفرصة لفهم أن المشاعر ليست تهديدًا، بل هي جزء أساسي من تجربتنا الإنسانية. فكل شعور، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يحمل رسالة معينة، ويمكنك الاستفادة منها في تحسين حياتك.

ملاحظة تأثير المشاعر على جسدك

من أجل التعامل مع مشاعرك بشكل أفضل، ينبغي أن تتعرف على كيفية تأثير المشاعر على جسدك. إذ أن كل شعور يؤثر على الجسد بشكلٍ مختلف. ويمكن أن يختلف هذا من شخص لآخر. على سبيل المثال، قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق كأن هناك ضغطًا في صدرهم، أو قد يشعرون بالحزن وكأن هناك ثقلًا في معدتهم، بينما قد يعبر الغضب عن نفسه كحرارة أو نبض في الرأس.

من خلال الانتباه إلى ردود فعل جسمك في مواقف معينة، يمكنك أن تصبح أكثر وعياً بكيفية ظهور المشاعر بداخلك. هذه الملاحظة يمكن أن تساعدك في التعرف على مشاعرك مبكرًا، وبالتالي التفاعل معها بشكل أفضل قبل أن تتفاقم.

تعرف على المحفزات التي تؤثر في مشاعرك

التواصل مع أجسادنا يمكن أن يكون مفتاحًا مهمًا لفهم مشاعرنا بشكل أسرع. من خلال ملاحظة كيف يتفاعل جسمنا مع المواقف المختلفة، يمكننا تحديد ما يحفز هذه المشاعر وكيفية التأثير عليها.

عند فهم المحفزات التي تثير مشاعر معينة، نصبح أكثر قدرة على التكيف والاستعداد لها بشكل مسبق. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن التحدث في اجتماع قد يسبب لك القلق، يمكنك أن تأخذ لحظات لتهدئة نفسك مسبقًا، مثل أخذ عشرة أنفاس عميقة أو ممارسة تقنيات الاسترخاء لتهدئة الأعصاب قبل المشاركة.

تقبُّل مشاعرك بدلاً من رفضها

من الخطأ أن نظن أننا يمكننا التخلص من المشاعر السلبية بسهولة، لأننا لا نستطيع التحكم الكامل فيها. محاولة دفع المشاعر السلبية بعيدًا تشبه محاولة دفع كرة تحت الماء؛ رغم الجهد المبذول، فإنها تعود للظهور مجددًا.

بدلاً من القتال مع مشاعرنا السلبية أو محاولة إخفائها، يمكننا تغيير علاقتنا معها عبر السماح لها بالتواجد. عندما نتوقف عن محاولة إبعادها، يصبح من الأسهل التعايش معها والتعامل معها بحكمة. فكلما حاولنا أن نقاوم مشاعرنا، زادت قوتها علينا. لكن عندما نسمح لها بأن تكون جزءًا من حياتنا، نجد أننا نملك القدرة على التعامل معها بسهولة أكبر وأقل تأثيرًا.

المراجع:

  1. MSEd, K. C. (2024, May 14). Repression in Psychology. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/repression-as-a-defense-mechanism-4586642
  2. Raypole, C. (2024b, October 25). What to know about repressed emotions. Healthline. https://www.healthline.com/health/repressed-emotions#physical-effects
  3. Repressing Emotions: 10 Ways to Reduce Emotional Avoidance. (n.d.). Positivepsychology. https://positivepsychology.com/repress-emotions/#10-ways-to-cope-with-negative-emotions-without-repressing-them
مشاعر الندم

كيف أتخلص من مشاعر الندم وتأنيب الضمير

مشاعر الندم

يواجه العديد من الأشخاص مواقف صعبة في حياتهم قد تثير مشاعر الندم والتأنيب، وهي مشاعر طبيعية تنشأ نتيجة ارتكاب الأخطاء أو اتخاذ قرارات قد تكون غير صائبة. الأخطاء جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، وهي تساهم في تعلمنا وتطويرنا الشخصي، ما يساعدنا على تجنب الوقوع فيها مجددًا. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب الشعور المستمر بالذنب في مشاكل نفسية وجسدية، ما يعيق التقدم الشخصي ويصعب أداء المهام اليومية.

ما هي مشاعر الندم وتأنيب الضمير؟

مشاعر الندم أو تأنيب الضمير هو شعور بالذنب أو المسؤولية تجاه تصرفات أو كلمات أو أفكار قد تكون تسببت في إلحاق الضرر بالآخرين أو جعل الشخص يشعر أنه ارتكب خطأً. قد يظهر هذا الشعور عندما ندرك أن قراراتنا الماضية كانت غير صائبة، أو أن تصرفاتنا أساءت لشخص آخر. عادةً ما يصاحب هذا الشعور الأسف على الخيارات التي اتخذناها في الماضي، وهو ما يمكن أن يعيق قدرتنا على الاستمتاع باللحظات الحالية والشعور بالامتنان لها.

كيف أتخلص من مشاعر الندم وتأنيب الضمير؟

إليك بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع مشاعر الندم وتأنيب الضمير:

تعلم من أخطائك

بدلاً من ترك مشاعر الندم تسيطر عليك، حاول أن ترى أخطاءك كفرص للتعلم والنمو الشخصي. كل تجربة يمكن أن تكون درسًا قيّمًا يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل. ربما لم تكن لديك المعرفة أو الخبرة الكافية في الماضي لاتخاذ الخيار الأفضل، ولكن الآن لديك الفرصة لتطبيق ما تعلمته في المرات القادمة.

تقبّل ذاتك ومشاعرك

من المهم أن تتقبل مشاعرك وتكون صريحًا مع نفسك حول ما تشعر به. عندما تقبل مشاعر الندم وتسمح لنفسك بالشعور بها، تبدأ في فهم أن أخطاءك لا تحدد هويتك أو قيمتك كإنسان. 

هذا التقبل يعزز ثقتك بقدرتك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل ويقلل من تأثير الندم عليك.

اعتذر للآخرين

عند الشعور بالندم بسبب أفعال أثرت على الآخرين، من المهم أن تعتذر لهم إذا كان ذلك ممكنًا. الاعتذار الصادق قد يكون له تأثير كبير في إصلاح العلاقات وإزالة الشوائب العاطفية. 

سواء كانت أخطاء تتعلق بالعلاقات الشخصية أو مواقف أخرى تسببت في الألم للآخرين، فالإعتذار يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو الشفاء.

اقرأ أيضًا: التعامل مع الضعف الجنسي بسبب الأدوية النفسية

سامح نفسك

الندم غالبًا ما يرتبط بالشعور بالذنب ولوم الذات، ولذا فإن مسامحة نفسك يعد خطوة حاسمة للتخفيف من هذه المشاعر السلبية. عملية المسامحة تتضمن:

  • التخلي عن الغضب أو الاستياء الذي تشعر به تجاه نفسك.
  • قبول أخطائك كما هي، وإظهار التعاطف مع نفسك كما تفعل مع صديق قريب لك ارتكب خطأ.
  • تحمل المسؤولية عن أفعالك والتعبير عن أسفك الصادق.
  • محاولة تعويض الأضرار التي تسببت فيها قدر الإمكان.

ركز على الحاضر والمستقبل

بدلاً من الانغماس في مشاعر الندم على ما فات، حاول أن تركز على الحاضر والمستقبل. قم بتحويل طاقتك نحو تصحيح الأمور، وتغيير سلوكك للأفضل. العمل على تحسين نفسك والتركيز على أهدافك يمكن أن يساعد في التخفيف من الشعور بالندم ويجعل مشاعر تأنيب الضمير أكثر قابلية للإدارة.

بالمجمل، التعامل مع الندم يبدأ بتقبل الذات، والمسامحة، والتعلم من الأخطاء، والاعتذار عندما يكون ذلك مناسبًا.

تحدث مع شخص موثوق به

أحيانًا يكون الحديث عن مشاعر الندم مع شخص موثوق به هو الطريق الأقصر للتخفيف من حدة هذه المشاعر. قد يكون شخصًا من العائلة أو صديقًا مقربًا، أو حتى مختصًا في الصحة النفسية.

التحدث عن مشاعرك يساعدك على رؤية الوضع من زاوية مختلفة، ويمكن أن يوفر لك الدعم النفسي اللازم للتعامل مع مشاعر الذنب أو الندم.

إعادة صياغة الأفكار السلبية

تقنيات مثل “إعادة الصياغة المعرفية” يمكن أن تكون فعّالة جدًا في معالجة مشاعر الندم. بمعنى آخر، حاول تغيير طريقة تفكيرك حول ما حدث. بدلاً من رؤية الأخطاء كعلامات فشل دائمة، يمكنك اعتبارها تجارب تعلم لا غنى عنها. التحدي هنا هو: كيف يمكنك رؤية هذا الموقف كفرصة للنمو الشخصي؟ كيف يمكنك تحويله إلى دافع لتحسين حياتك؟

شتت انتباهك

ركّز عقلك وطاقتك على فعل أمور تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، مثل قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم والذين يمكنك التحدث معهم بصراحة. علمًا أن التركيز على الإلهاء إيجابي يقلل من تعرضك لاجترار الأفكار أو الندم على الماضي الماضي.

ضع مجموعة جديدة من الأهداف

استخدم المعرفة والخبرة التي اكتسبتها لوضع أهداف جديدة وواقعية لنفسك، واحتفل عندما تحقق أي هدف من هذه الأهداف؛ واحرص أن يكون الهدف واقعيًا ويمكن تحقيقه بالنسبة لك.

امنح نفسك الوقت اللازم

للتعامل بشكل فعّال مع مشاعر الندم وتأنيب الضمير، من الضروري أن تجد توازنًا بين مشاعرك. عليك أن تتوقف عن اجترار الأفكار السلبية، وفي نفس الوقت لا يجب أن تتجاهل مشاعرك. تخصيص وقت للشعور بالندم أو بأي مشاعر أخرى يمكن أن يساعدك على استيعابها وقبولها، وبالتالي ستكون قادرًا على التعامل معها بطريقة أفضل وأكثر نضجًا.

المراجع:

  1. 5 Tips for Coping with Regret. (n.d.). Psychologytoday. https://www.psychologytoday.com/us/blog/in-practice/201808/5-tips-coping-regret
  2. MSEd, K. C. (2023a, November 28). How to cope with regret. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-cope-with-regret-5218665