ما هي العلاقة السامة؟

العلاقة السامة

العلاقة السامة تتسم بأنماط سلبية تصدر من أحد الأطراف أو كلاهما، وهي نوع من العلاقات التي تضر بالأفراد بشكل مستمر على الصعيدين العاطفي والنفسي، في هذه العلاقة، يشعر أحد الأطراف أو كلاهما بالتعاسة، القلق، أو الاستنزاف العاطفي.

قد تكون هذه العلاقات بين الأصدقاء، أفراد العائلة، أو حتى بين الأزواج. وتتميز العلاقة السامة بالتحكم، النقد المستمر، الاستغلال العاطفي، أو حتى الإهمال المتعمد. غالبًا ما يشعر الشخص في علاقة سامة بأنه محاصر أو غير قادر على الهروب من المواقف الضارة، من المهم التعرف على العلامات المبكرة لهذه العلاقات والبحث عن سبل لإنهائها أو تحسينها قبل أن تترك أثرًا طويل الأمد على الشخص المعني.

كيف أعرف أني أعيش في علاقة سامة؟

العلاقات السامة قد تكون صعبة الاكتشاف في البداية، لكن هناك عدة علامات قد تشير إلى أنك قد تكون في علاقة سامة. إليك بعض هذه العلامات:

الإهانة والتقليل من القيمة

إذا كنت تجد نفسك محطماً عاطفيًا بسبب التعليقات السلبية المستمرة أو الإهانات من الطرف الآخر، سواء كانت جسدية أو لفظية، فهذا يعد من أبرز علامات العلاقة السامة.

الشخص في العلاقة السامة قد يقلل من قدراتك أو يهينك بشكل مستمر، مما يقلل من احترامك لذاتك.

التحكم المفرط والسيطرة

قد تشعر أن شريكك يراقبك بشكل مفرط أو يقرر لك ما يجب عليك فعله، أو يتحكم في حياتك الشخصية (مثل الأماكن التي تذهب إليها، الأشخاص الذين تقابلهم، أو حتى اختياراتك اليومية)، وهذا بالطبع يشير إلى سلوك تحكم مفرط.

التهديد بالعنف أو الإساءة

أي نوع من التهديدات بالعنف الجسدي أو العاطفي يُعدّ بمثابة علامة واضحة على وجود علاقة سامة. قد يكون هناك تهديدات علنية أو حتى مجرد تهديدات ضمنية بإيذائك جسديًا أو عاطفيًا.

الانتقاد المستمر والتقليل من النجاح

الشخص الذي يعيش في علاقة سامة قد يجد نفسه في دائرة من الانتقادات المستمرة، حتى إذا كانت إنجازاته أو محاولاته غير مستحقة للنقد. عندما لا يتم الاحتفال بنجاحاتك أو يُستخف بها باستمرار، فهذا يُعتبر أنك في علاقة سامة.

العزلة الاجتماعية

إذا كان شريكك يحاول فصلك أو عزلِك عن عائلتك أو أصدقائك ويشجعك على الانعزال عن العالم الخارجي، فهذا يعتبر علامة أخرى على العلاقة السامة. قد يستخدم شريكك أساليب مثل الغيرة أو التهديدات أو حتى الاستهانة بالأشخاص الآخرين في حياتك لإبعاديك عنهم.

شعور مستمر بعدم الرضا

إذا كنت تشعر بأنك لا تستطيع إرضاء شريكك مهما فعلت أو حاولت، وأنه دائمًا ما يكون هناك مشكلة أو شيء ناقص، فهذا من علامات العلاقة السامة. يشعر الشخص في هذه العلاقة بالتقليل المستمر من جهده ومشاعره.

التهرب من المسؤولية

في العلاقة السامة، قد يتهرب الطرف الآخر من تحمّل المسؤولية عن تصرفاته وأفعاله. قد يتّهمك دائمًا بأنك السبب في المشاكل أو يبرر تصرفاته الخاطئة بالقول إنك أنت من جعلته يتصرف بهذه الطريقة.

الاختلافات في الطاقة والتوازن العاطفي

قد تشعر بأنك دائمًا ما تقدم ولا تأخذ، مما يسبب لك شعورًا دائمًا بالتعب العاطفي. في العلاقة السامة، قد تجد نفسك مشغولًا في محاولة “إرضاء” الطرف الآخر، بينما لا يبادلك نفس المستوى من العناية والاهتمام.

الشعور بعدم الأمان

عندما تجد نفسك في حالة مستمرة من القلق، الخوف أو التوتر بشأن المستقبل، أو لا تشعر بالأمان العاطفي أو الجسدي، فهذا يشير إلى أن العلاقة تفتقر إلى الاستقرار والاحترام المتبادل.

قد يهمك أيضًا: أعراض الوسواس القهري الشديد

الاستجابة السلبية للمشاعر

في العلاقة السامة، قد لا يتم احترام مشاعرك أو تلبية احتياجاتك العاطفية. بدلاً من التواصل المتبادل، قد تجد أن الطرف الآخر يتجاهل مشاعرك أو يعاملك بطريقة قاسية وغير رحيمة.

طرق التأقلم مع العلاقات السامة

التعامل مع علاقة سامة يتطلب شجاعة ووعياً بضرورة الحفاظ على صحتك العاطفية والجسدية. إذا كنت تشعر أنك في علاقة سامة، إليك بعض الخطوات العملية للتعاملها:

الاعتراف بالوضع

إن أول خطوة مهمة تتضمن الاعتراف بأنك في علاقة سامة. قد يكون من الصعب في البداية تحديد ذلك، خاصة إذا كانت العلاقة قد بدأت بشكل إيجابي أو إذا كنت قد تعودت على تصرفات الطرف الآخر.

بمجرد أن تدرك أن العلاقة سامة، يصبح من السهل اتخاذ قرارات مدروسة للتعامل معها.

وضع حدود واضحة

في العلاقات السامة، يكون من الضروري وضع حدود واضحة وصارمة مع الطرف الآخر. قد يشمل ذلك تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في التعامل معك.

إذا كانت هناك سلوكيات تؤذيك، فلا تتردد في إخبار الشخص الآخر بذلك. حاول أن تكون حازمًا في الحفاظ على هذه الحدود.

التواصل الصريح

إذا كنت تشعر بأنك في علاقة سامة، من المهم التحدث عن مشاعرك بشكل صريح. قد يتطلب هذا منك التعبير عن استيائك أو الألم الذي تشعر به بسبب تصرفات الطرف الآخر. استخدم أسلوب “أنا” (مثلاً: “أنا أشعر بالحزن عندما يحدث كذا…”) بدلاً من اللوم أو النقد المباشر لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد الخلافات.

البحث عن الدعم النفسي

يمكن أن يكون من الصعب إدارة العلاقات السامة بمفردك، لذا لا تتردد في طلب الدعم. تحدث إلى الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والإرشاد. في بعض الحالات، قد تحتاج إلى استشارة مختص في العلاقات الزوجية أو معالج نفسي يساعدك على فهم مشاعرك وتوجيهك في كيفية التعامل مع الوضع.

تقييم العلاقة باستمرار

بعد اتخاذ بعض الخطوات الأولى مثل تحديد الحدود والتواصل مع الشخص الآخر، خذ وقتًا لتقييم العلاقة. هل الطرف الآخر يحترم حدودك؟ هل العلاقة تتحسن أم تسوء؟ إذا استمرت الأمور في التحسن، يمكنك العمل على تعزيز العلاقة، ولكن إذا كانت تتحول إلى سلبية أكثر فأكثر، قد يكون الوقت قد حان للتفكير في الابتعاد.

الاعتناء بنفسك

في علاقة سامة، قد يكون الشخص الآخر قد أضر بثقتك بنفسك. لذا، من الضروري أن تعتني بنفسك وتعيد بناء ثقتك بنفسك. قم بممارسة الأنشطة التي تحبها، اعتنِ بصحتك الجسدية والنفسية وخصص وقتًا للتأمل أو ممارسة الرياضة أو أي نشاط يعزز رفاهيتك.

عدم التبرير لأفعال الطرف الآخر

في كثير من الأحيان، قد تجد نفسك تبرر تصرفات الطرف الآخر أو تشعر بالذنب تجاه مشاعرك. تذكر أنه لا ينبغي لك أن تتحمل سلوكًا سامًا فقط لأن الشخص الآخر يمر بظروف صعبة أو يتحدث إليك بشكل مؤلم. سلوك الآخرين لا يعفيهم من مسؤولية أفعالهم.

المراجع:

  1. Calm Editorial Team. (2024, November 19). 6 signs of a toxic relationship (and how to end them) — Calm Blog. Calm Blog. https://www.calm.com/blog/toxic-relationships
  2. Scott, E., PhD. (2023, November 3). What to Know If You’re Concerned About a Toxic Relationship. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/toxic-relationships-4174665#toc-coping-with-toxic-relationships
Tags: No tags

Comments are closed.