يواجه العديد من الأشخاص مواقف صعبة في حياتهم قد تثير مشاعر الندم والتأنيب، وهي مشاعر طبيعية تنشأ نتيجة ارتكاب الأخطاء أو اتخاذ قرارات قد تكون غير صائبة. الأخطاء جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، وهي تساهم في تعلمنا وتطويرنا الشخصي، ما يساعدنا على تجنب الوقوع فيها مجددًا. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب الشعور المستمر بالذنب في مشاكل نفسية وجسدية، ما يعيق التقدم الشخصي ويصعب أداء المهام اليومية.
ما هي مشاعر الندم وتأنيب الضمير؟
مشاعر الندم أو تأنيب الضمير هو شعور بالذنب أو المسؤولية تجاه تصرفات أو كلمات أو أفكار قد تكون تسببت في إلحاق الضرر بالآخرين أو جعل الشخص يشعر أنه ارتكب خطأً. قد يظهر هذا الشعور عندما ندرك أن قراراتنا الماضية كانت غير صائبة، أو أن تصرفاتنا أساءت لشخص آخر. عادةً ما يصاحب هذا الشعور الأسف على الخيارات التي اتخذناها في الماضي، وهو ما يمكن أن يعيق قدرتنا على الاستمتاع باللحظات الحالية والشعور بالامتنان لها.
كيف أتخلص من مشاعر الندم وتأنيب الضمير؟
إليك بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع مشاعر الندم وتأنيب الضمير:
تعلم من أخطائك
بدلاً من ترك مشاعر الندم تسيطر عليك، حاول أن ترى أخطاءك كفرص للتعلم والنمو الشخصي. كل تجربة يمكن أن تكون درسًا قيّمًا يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل. ربما لم تكن لديك المعرفة أو الخبرة الكافية في الماضي لاتخاذ الخيار الأفضل، ولكن الآن لديك الفرصة لتطبيق ما تعلمته في المرات القادمة.
تقبّل ذاتك ومشاعرك
من المهم أن تتقبل مشاعرك وتكون صريحًا مع نفسك حول ما تشعر به. عندما تقبل مشاعر الندم وتسمح لنفسك بالشعور بها، تبدأ في فهم أن أخطاءك لا تحدد هويتك أو قيمتك كإنسان.
هذا التقبل يعزز ثقتك بقدرتك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل ويقلل من تأثير الندم عليك.
اعتذر للآخرين
عند الشعور بالندم بسبب أفعال أثرت على الآخرين، من المهم أن تعتذر لهم إذا كان ذلك ممكنًا. الاعتذار الصادق قد يكون له تأثير كبير في إصلاح العلاقات وإزالة الشوائب العاطفية.
سواء كانت أخطاء تتعلق بالعلاقات الشخصية أو مواقف أخرى تسببت في الألم للآخرين، فالإعتذار يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو الشفاء.
اقرأ أيضًا: التعامل مع الضعف الجنسي بسبب الأدوية النفسية
سامح نفسك
الندم غالبًا ما يرتبط بالشعور بالذنب ولوم الذات، ولذا فإن مسامحة نفسك يعد خطوة حاسمة للتخفيف من هذه المشاعر السلبية. عملية المسامحة تتضمن:
- التخلي عن الغضب أو الاستياء الذي تشعر به تجاه نفسك.
- قبول أخطائك كما هي، وإظهار التعاطف مع نفسك كما تفعل مع صديق قريب لك ارتكب خطأ.
- تحمل المسؤولية عن أفعالك والتعبير عن أسفك الصادق.
- محاولة تعويض الأضرار التي تسببت فيها قدر الإمكان.
ركز على الحاضر والمستقبل
بدلاً من الانغماس في مشاعر الندم على ما فات، حاول أن تركز على الحاضر والمستقبل. قم بتحويل طاقتك نحو تصحيح الأمور، وتغيير سلوكك للأفضل. العمل على تحسين نفسك والتركيز على أهدافك يمكن أن يساعد في التخفيف من الشعور بالندم ويجعل مشاعر تأنيب الضمير أكثر قابلية للإدارة.
بالمجمل، التعامل مع الندم يبدأ بتقبل الذات، والمسامحة، والتعلم من الأخطاء، والاعتذار عندما يكون ذلك مناسبًا.
تحدث مع شخص موثوق به
أحيانًا يكون الحديث عن مشاعر الندم مع شخص موثوق به هو الطريق الأقصر للتخفيف من حدة هذه المشاعر. قد يكون شخصًا من العائلة أو صديقًا مقربًا، أو حتى مختصًا في الصحة النفسية.
التحدث عن مشاعرك يساعدك على رؤية الوضع من زاوية مختلفة، ويمكن أن يوفر لك الدعم النفسي اللازم للتعامل مع مشاعر الذنب أو الندم.
إعادة صياغة الأفكار السلبية
تقنيات مثل “إعادة الصياغة المعرفية” يمكن أن تكون فعّالة جدًا في معالجة مشاعر الندم. بمعنى آخر، حاول تغيير طريقة تفكيرك حول ما حدث. بدلاً من رؤية الأخطاء كعلامات فشل دائمة، يمكنك اعتبارها تجارب تعلم لا غنى عنها. التحدي هنا هو: كيف يمكنك رؤية هذا الموقف كفرصة للنمو الشخصي؟ كيف يمكنك تحويله إلى دافع لتحسين حياتك؟
شتت انتباهك
ركّز عقلك وطاقتك على فعل أمور تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، مثل قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم والذين يمكنك التحدث معهم بصراحة. علمًا أن التركيز على الإلهاء إيجابي يقلل من تعرضك لاجترار الأفكار أو الندم على الماضي الماضي.
ضع مجموعة جديدة من الأهداف
استخدم المعرفة والخبرة التي اكتسبتها لوضع أهداف جديدة وواقعية لنفسك، واحتفل عندما تحقق أي هدف من هذه الأهداف؛ واحرص أن يكون الهدف واقعيًا ويمكن تحقيقه بالنسبة لك.
امنح نفسك الوقت اللازم
للتعامل بشكل فعّال مع مشاعر الندم وتأنيب الضمير، من الضروري أن تجد توازنًا بين مشاعرك. عليك أن تتوقف عن اجترار الأفكار السلبية، وفي نفس الوقت لا يجب أن تتجاهل مشاعرك. تخصيص وقت للشعور بالندم أو بأي مشاعر أخرى يمكن أن يساعدك على استيعابها وقبولها، وبالتالي ستكون قادرًا على التعامل معها بطريقة أفضل وأكثر نضجًا.
المراجع:
- 5 Tips for Coping with Regret. (n.d.). Psychologytoday. https://www.psychologytoday.com/us/blog/in-practice/201808/5-tips-coping-regret
- MSEd, K. C. (2023a, November 28). How to cope with regret. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-cope-with-regret-5218665