الكبت النفسي وتأثيره على الشخص

الكبت

الكبت النفسي هو عبارة عن مشاعر يلجأ إليها العقل عندما يرفض أو لا يستطيع مواجهة مشاعر أو أفكار سلبية ومؤلمة أو غير مقبولة. بدلاً من التعبير عن هذه المشاعر أو معالجتها بشكل مباشر، يقوم العقل بكبحها ودفنها في أعماق الوعي. قد تكون هذه المشاعر مرتبطة بتجارب ماضية مؤلمة، أو مخاوف لم تُعالج، أو رغبات غير محققة. ورغم أن الكبت قد يساعد في الحفاظ على الاستقرار النفسي في اللحظة الراهنة، إلا أن هذه المشاعر المدفونة قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية مع مرور الوقت.

الكبت النفسي وتأثيره على الشخص

يُعد الكبت النفسي حالة تؤثر في الشخص على مستويات متعددة، حيث يظهر على الفرد مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية نتيجةً لتراكم المشاعر المكبوتة. هذه بعض الأعراض التي قد تطرأ على الشخص الذي يعاني من الكبت النفسي:

الأعراض الجسدية

عندما يعاني الشخص من الكبت النفسي، قد تظهر عليه مجموعة من الأعراض الجسدية التي قد تستمر لفترات طويلة، ومنها:

  • ظهور مشكلات جلدية مثل حب الشباب أو التهيّج.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الغازات أو الإمساك.
  • الشعور بـ التعب المزمن أو الإرهاق.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • صعوبة في النوم أو الأرق المستمر.
  • تغييرات في الشهيّة أو زيادة الوزن، مما يزيد من خطر السمنة.
  • الصداع المستمر.
  • الدوار والشعور بعدم التوازن.
  • آلام في مناطق مختلفة من الجسم مثل الرقبة و الظهر و البطن و الصدر، بالإضافة إلى تشنجات عضلية.
  • ضعف الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى زيادة تعرض الجسم للعدوى والأمراض.

الأعراض النفسية

قد يُلاحظ الشخص الذي يعاني من الكبت النفسي بعض الأعراض النفسية التي ترتبط بشكل وثيق بمشاعر المكبوتة. ومن أبرز هذه الأعراض:

  • الشعور بـ الفراغ الداخلي المستمر.
  • الإحباط الدائم أو اليأس.
  • نسيان الأمور بسهولة، أو عدم القدرة على التركيز.
  • الارتباك أو عدم الراحة عند الحديث عن المشاعر الشخصية.
  • الاكتئاب.
  • القلق,
  • الشعور بـ الهدوء أو السرور في تجنب التفكير في القضايا المزعجة.

الأعراض السلوكية

تظهر بعض السلوكيات التي تعكس الكبت النفسي، حيث يسعى الشخص إلى إخفاء مشاعره أو الهروب منها بطرق مختلفة. هذه بعض السلوكيات التي قد تكشف عن وجود الكبت النفسي:

  • الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للهروب من الواقع أو لتجنب التفكير في القضايا العاطفية.
  • صعوبة في الحديث عن الأمور الشخصية أو مشاركة المشاعر مع الآخرين.
  • مشكلة في تكوين العلاقات العميقة والمستدامة.
  • اللجوء إلى الكحول أو المواد المخدرة كوسيلة للهروب من مواجهة المشاعر المكبوتة.
  • عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو تجاهلها.
  • صعوبة في تقييم الذات بشكل صحيح أو القبول بالنقد.
  • مواجهة المواقف الضاغطة أو المزعجة بطريقة سلبية، مما قد يدفع الآخرين إلى تصنيف الشخص بأنه بارد أو غير مبالي.

اقرأ أيضًا: الهوس الاكتئابي، اضطراب ثنائي القطب

طرق التعامل مع الكبت النفسي

تتضمن طرق التعامل مع الكبت النفسي ما يلي:

فهم كيفية ارتباطك بمشاعرك

كيف ترى مشاعرك؟ هذا السؤال مهم لأن الطريقة التي تفكر بها حيال مشاعرك تؤثر بشكل كبير على كيفية تعاملنا معها. إذا كنت تعتبر المشاعر السلبية شيئًا مزعجًا أو علامة على الضعف، فقد تجد نفسك تشعر بالإحباط عندما تمر بهذه المشاعر، سواء كان ذلك في نفسك أو في الآخرين.

هذا قد يدفعك إلى دفع هذه المشاعر بعيدًا أو محاولة إخفائها. ومع مرور الوقت، قد تصبح هذه الاستجابة آلية أو عادة تلقائية. لذا، من المفيد أن تتوقف وتلاحظ متى تحدث هذه الأنماط لكي تتمكن من تغييرها والتعامل معها بشكل أكثر وعيًا.

تعلم عن المشاعر

هل فكرت يومًا في سبب وجود المشاعر؟ وما الهدف من وجود المشاعر السلبية والإيجابية؟ هذا النوع من التفكير يمكن أن يساعدك على تحدي المفاهيم الخاطئة حول المشاعر ويعطيك الفرصة لفهم أن المشاعر ليست تهديدًا، بل هي جزء أساسي من تجربتنا الإنسانية. فكل شعور، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يحمل رسالة معينة، ويمكنك الاستفادة منها في تحسين حياتك.

ملاحظة تأثير المشاعر على جسدك

من أجل التعامل مع مشاعرك بشكل أفضل، ينبغي أن تتعرف على كيفية تأثير المشاعر على جسدك. إذ أن كل شعور يؤثر على الجسد بشكلٍ مختلف. ويمكن أن يختلف هذا من شخص لآخر. على سبيل المثال، قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق كأن هناك ضغطًا في صدرهم، أو قد يشعرون بالحزن وكأن هناك ثقلًا في معدتهم، بينما قد يعبر الغضب عن نفسه كحرارة أو نبض في الرأس.

من خلال الانتباه إلى ردود فعل جسمك في مواقف معينة، يمكنك أن تصبح أكثر وعياً بكيفية ظهور المشاعر بداخلك. هذه الملاحظة يمكن أن تساعدك في التعرف على مشاعرك مبكرًا، وبالتالي التفاعل معها بشكل أفضل قبل أن تتفاقم.

تعرف على المحفزات التي تؤثر في مشاعرك

التواصل مع أجسادنا يمكن أن يكون مفتاحًا مهمًا لفهم مشاعرنا بشكل أسرع. من خلال ملاحظة كيف يتفاعل جسمنا مع المواقف المختلفة، يمكننا تحديد ما يحفز هذه المشاعر وكيفية التأثير عليها.

عند فهم المحفزات التي تثير مشاعر معينة، نصبح أكثر قدرة على التكيف والاستعداد لها بشكل مسبق. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن التحدث في اجتماع قد يسبب لك القلق، يمكنك أن تأخذ لحظات لتهدئة نفسك مسبقًا، مثل أخذ عشرة أنفاس عميقة أو ممارسة تقنيات الاسترخاء لتهدئة الأعصاب قبل المشاركة.

تقبُّل مشاعرك بدلاً من رفضها

من الخطأ أن نظن أننا يمكننا التخلص من المشاعر السلبية بسهولة، لأننا لا نستطيع التحكم الكامل فيها. محاولة دفع المشاعر السلبية بعيدًا تشبه محاولة دفع كرة تحت الماء؛ رغم الجهد المبذول، فإنها تعود للظهور مجددًا.

بدلاً من القتال مع مشاعرنا السلبية أو محاولة إخفائها، يمكننا تغيير علاقتنا معها عبر السماح لها بالتواجد. عندما نتوقف عن محاولة إبعادها، يصبح من الأسهل التعايش معها والتعامل معها بحكمة. فكلما حاولنا أن نقاوم مشاعرنا، زادت قوتها علينا. لكن عندما نسمح لها بأن تكون جزءًا من حياتنا، نجد أننا نملك القدرة على التعامل معها بسهولة أكبر وأقل تأثيرًا.

المراجع:

  1. MSEd, K. C. (2024, May 14). Repression in Psychology. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/repression-as-a-defense-mechanism-4586642
  2. Raypole, C. (2024b, October 25). What to know about repressed emotions. Healthline. https://www.healthline.com/health/repressed-emotions#physical-effects
  3. Repressing Emotions: 10 Ways to Reduce Emotional Avoidance. (n.d.). Positivepsychology. https://positivepsychology.com/repress-emotions/#10-ways-to-cope-with-negative-emotions-without-repressing-them
Tags: No tags

Comments are closed.