يعد الخوف من الارتباط والزواج ظاهرة شائعة يُعاني منها الكثير من الأشخاص، وتظهر بشكل خاص في مجتمع يتسم بالضغوط والتوقعات المرتبطة بالعلاقات. قد يكون هذا الخوف ناتجًا عن العديد من العوامل والتي قد ترتبط غالبًا بالخوف من الفشل أو تجارب سابقة مؤلمة، أو القلق من فقدان الحرية الشخصية. كما يمكن أن يرتبط بالخلفية الثقافية والاجتماعية، حيث تتباين الآراء حول الزواج وأهميته من شخص لآخر.
تتجلى هذه المخاوف في سلوكيات مختلفة، مثل تجنب العلاقات الجادة أو الخوف من الالتزامات طويلة الأمد. في عالم يمتلئ بالتحديات، فإن فهم جذور هذا الخوف يمكن أن يساعد الأفراد على اتخاذ خطوات إيجابية نحو بناء علاقات صحية ومستدامة.
هل الخوف من الارتباط مرض نفسي؟
الخوف المستمر من الارتباط يُمكن أن يشير إلى الإصابة بحالة تُعرف برهاب الارتباط. وتجدر الإشارة إلى أنه هذا النوع من الفوبيا لا تمنع الأفراد من الوقوع في الحب أو الاهتمام بالآخرين، لكنها قد تتسبب في شعورهم بالذعر الشديد عند الحديث عن الزواج أو التفكير فيه.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالخوف من الارتباط؟
الإناث هم أكثر عرضة للإصابة بـ الخوف من الارتباط من الذكور، إذ هناك عدة عوامل قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بهذا الرهاب ومنها:
التاريخ العائلي
مشاهدة أحد الوالدين أو المقربين يعاني من رهاب أو اضطراب قلق قد يزيد من احتمالية تعرض الشخص لنفس المخاوف.
العوامل الوراثية
تشير بعض الدراسات إلى أن التغيرات الجينية قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والرهاب.
وجود رهاب آخر
من الشائع أن يعاني الشخص من أكثر من نوع من الرهاب. فقد يخاف الشخص الذي يعاني من رهاب الارتباط أيضًا من الالتزام بالزواج أو الرفض أو الهجر.
أسباب الخوف من الارتباط
غالبًا ما يُعزى خوف الشخص من الارتباط إلى تجارب الطفولة المؤلمة. حيثُ يعتبر الخوف استجابة وقائية؛ فعند الامتناع عن تطوير مشاعر تجاه شخص ما، تقل احتمالية التعرض للألم.
تتضمن الأسباب المحتملة للخوف من الارتباط ما يلي:
- تجارب سابقة سيئة، قد يواجه الأطفال الذين شهدوا طلاق والديهم أو تعرضوا لفقدان أو إساءة صعوبة في تكوين مشاعر حب تجاه الآخرين. كما ينطبق ذلك على البالغين الذين مروا بخيانة أو طلاق أو إساءة.
- الخوف من الرفض أو الهجر يمكن أن يؤدي فقدان أحد الوالدين في مرحلة الطفولة إلى الخوف من الارتباط.
- الضغوط الاجتماعية أو الدينية.
تشخيص الخوف من الارتباط
يعتمد تشخيص الخوف من الارتباط على المعايير المتوفرة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM).
تتضمن المعايير المستخدمة لتشخيص الخوف من الارتباط:
- خوف دائم من الارتباط الذي يستمر لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
- شعور الشخص بقلق شديد أو خوف عند التفكير في الارتباط.
- ظهور أعراض الرهاب عند التواجد في موقف يتعلق بالارتباط.
- يتسبب القلق أو الخوف في تجنب الارتباط.
- تداخل الأعراض بشكل كبير مع القدرة على بناء علاقات زوجية.
طرق العلاج
تختلف خيارات العلاج بناءً على شدة الرهاب، وقد تشمل العلاج النفسي، أو الأدوية، أو تغيير نمط الحياة، أو مزيجًا من هذه الأساليب.
العلاج النفسي
يمكن أن يكون العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، فعالًا في مساعدة الأفراد على التعامل مع مخاوفهم المتعلقة برهاب الارتباط. يركز العلاج السلوكي المعرفي على تحديد وتعديل الأفكار والمعتقدات السلبية التي ترتبط بمصدر الرهاب.
من المهم استكشاف جذور الخوف وفهم الأثر النفسي. بمجرد فهم المصدر، يمكن إجراء تجارب واقعية حول العلاقات المستقبلية المحتملة.
الأدوية
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو الأدوية مضادة للقلق، خاصةً إذا كانت هناك مشاكل نفسية أخرى مصاحبة لخوف الارتباط. عادةً ما تستخدم الأدوية بالتزامن مع العلاج النفسي.
تغييرات نمط الحياة
قد يقترح الطبيب أيضًا استراتيجيات مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتقنيات الاسترخاء، واستراتيجيات اليقظة لتحسين الحالة النفسية.
متى ينبغي مراجعة الطبيب النفسي؟
ينبغي مراجعة الطبيب النفسي في الحالات التالية:
- نوبات الهلع.
- القلق المستمر الذي يتعارض مع الحياة اليومية أو النوم.
- علامات الاكتئاب.
المراجع:
- Philophobia (Fear of falling in love). (2024, May 1). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22521-philophobia-fear-of-falling-in-love
- Evans, J. R. (2018, September 18). What is philophobia, and how can you manage fear of falling in love? Healthline. https://www.healthline.com/health/philophobia#treatment