إن مفهوم الحمل والولادة قد يثير العديد من ردود الفعل والمشاعر المختلفة عند الأشخاص، حيث قد تتراوح هذه المشاعر ما بين الفرح والترقب أو القلق والخوف. لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، يسبب هذا الموضوع شعورًا عميقًا من الرعب والخوف غير المبرر والذي يفوق مجرد القلق الطبيعي. يُعرف هذا النوع من الخوف من الحمل والولادة باسم رهاب الحمل أو التوكوفوبيا.
يمكن أن تؤثر هذه الحالة على المرأة التي لم تخوض تجربة الحمل ويسمى هذا النوع برهاب الحمل والولادة الأولي أو قد يؤثر على المرأة التي خاضت تجربة سيئة سواء خلال الحمل أو الولادة ويطلق عليه رهاب الحمل والولادة الثانوي.
أعراض الخوف من الحمل والولادة
تتضمن أهم أعراض الخوف من الحمل والولادة ما يلي:
- أفكار مزعجة ومتكررة: أفكار مؤلمة تسيطر على المرأة طوال اليوم والليل، مما يؤدي إلى شعور بالتوتر والقلق وصعوبة في النوم.
- تأجيل أو تجنب الحمل: بعض النساء اللواتي يعانين من التوكوفوبيا قد يقررن عدم الحمل مجددًا أو تأجيل الفكرة تمامًا بسبب هذه التجربة المؤلمة.
- ألم الولادة: النساء اللاتي يعانين من التوكوفوبيا قد يواجهن ألمًا شديدًا أثناء الولادة، حتى مع إبرة الظهر. بالإضافة إلى أن الولادة قد تستغرق وقتًا أطول مقارنةً بالحالات الطبيعية.
- الكوابيس والقلق: قد تشعر المرأة ببكاء متكرر، تعب شديد، وحاجة مستمرة للتحدث عن مخاوفها، كما تكون في حاجة إلى بيئة داعمة تحتوي على تفهم وتشجيع.
- التأثيرات على الولادة: قد تؤدي التوكوفوبيا، خاصةً إذا تم علاجها بالأدوية النفسية بجرعات عالية، إلى زيادة خطر تسريع الولادة أو الحاجة للولادة القيصرية.
- الآثار النفسية: قد يؤدي التوكوفوبيا خلال الحمل إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة، فضلاً عن معاناة من اضطرابات عاطفية وصعوبات في تكوين علاقة صحية مع الطفل.
كيف أتخطى الخوف من الحمل والولادة؟
التخلص من الخوف من الحمل والولادة أو التوكوفوبيا يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكنه ممكن من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والعلاج المناسب. إليك بعض الطرق التي قد تساعد في التعامل مع هذا الخوف:
مشاركة المشاعر مع شخص موثوق
تحدثي مع شريك حياتك أو صديقة مقربة أو فرد من العائلة. التحدث عن مخاوفك قد يخفف من القلق ويمنحك دعمًا عاطفيًا.
كما أن الاستماع إلى تجارب الآخرين في مواجهة الحمل والولادة يمكن أن يساعدك في التغلب على المخاوف.
التعلم والاستعداد
غالبًا ما ينشأ الخوف من المجهول. محاولة التعلم عن عملية الحمل والولادة بشكل واقعي من خلال قراءة الكتب أو حضور دورات تعليمية خاصة بالولادة يمكن أن يقلل من القلق. معرفة ما يمكن توقعه يساعد في تقليل الخوف ويمنحك إحساسًا بالتحكم.
ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل
ممارسة تقنيات التنفس العميق، التأمل، يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق. هذه الأنشطة تعمل على تهدئة الجهاز العصبي وزيادة الاسترخاء، مما يساعد في التخفيف من مشاعر الخوف.
اقرأ أيضًا: أسباب أرق النوم
التحدث مع الطبيب حول الخيارات المتاحة بتخفيف الألم
إذا كنتِ تخشين الألم أثناء الولادة، يمكنكِ التحدث مع طبيبك حول الخيارات المتاحة لتخفيف الألم، مثل التخدير أو الولادة القيصرية. معرفة أن هناك خيارات للتحكم في الألم قد يساعد في تقليل الخوف.
هل هناك علاجات أخرى؟
إذا لم تنجح الاستراتيجيات السابقة في التخلص من أعراض الخوف من الحمل والولادة، فهنا ينبغي مراجعة الطبيب النفسي فهناك العديد من الخيارات العلاجية والتي قد تتضمن:
العلاج النفسي
يعتمد الطبيب في معالجة الخوف من الحمل والولادة على عدة أساليب، منها:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هذا العلاج يركز على مساعدة الفرد في تعديل أنماط تفكيره وسلوكياته بهدف تقليل القلق والخوف المرتبط بالتوكوفوبيا.
- العلاج النفسي الديناميكي المختصر (BDT): يُركز هذا النوع من العلاج على فهم وتحليل العمليات النفسية غير الواعية التي تؤثر على مشاعر الشخص وسلوكياته، ويساعد في التعامل مع الصراعات الداخلية التي قد تساهم في الخوف من الحمل والولادة.
العلاج الدوائي
في بعض الحالات، قد يكون العلاج الدوائي، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، مفيدًا في تقليل الأعراض المرتبطة بالتوكوفوبيا. استشارة الطبيب النفسي حول هذا الخيار مهم إذا كانت المخاوف تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية.
المراجع:
- Tokophobia (Fear of childbirth). (2025, January 24). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22711-tokophobia-fear-of-childbirth
- Koprowski, B. (2024, May 13). Tokophobia: The fear of pregnancy explained. https://www.medicalnewstoday.com/articles/tokophobia#causes
