الفصام (Schizophrenia) هو اضطراب نفسي معقد يؤثر في طريقة تفكير الشخص، مشاعره، وسلوكياته. لا يعني “انفصام الشخصية” كما يظن البعض، بل هو اضطراب ذهني طويل الأمد، قد يشمل هلوسات، أو ضلالات، أو تفكك في الحديث والسلوك. العيش مع مريض الفصام أو تقديم الرعاية له قد يكون تحديًا حقيقيًا، خاصة خلال فترات الانتكاس. لكنه أيضًا ليس مستحيلاً. الفهم، الصبر، والتواصل الإيجابي هي أساس التعامل الفعّال.
1. فهم المرض هو خطوتك الأولى
ابدأ بتثقيف نفسك عن الفصام: أنواعه، أعراضه، وطرق علاجه. مريض الفصام لا يختار أن يتصرف بطريقة غريبة أو غير منطقية، بل هذه الأعراض خارجة عن إرادته.
معرفة الفرق بين أعراض الفصام (مثل الهلوسة السمعية) والسلوكيات المرتبطة بالشخصية تساعدك على التمييز والتفاعل بشكل مناسب دون لوم أو غضب.
2. كن مستمعًا أكثر من كونك ناقدًا
لا تحاول أن “تُصلح” أفكار المريض أو تصحّح معتقداته الغريبة. إذا أخبرك أنه يسمع أصواتًا أو يعتقد أن هناك من يلاحقه، لا تسخر أو تنكر عليه ذلك.
بدلاً من ذلك، يمكنك أن تقول:
“أعلم أن ما تشعر به حقيقي بالنسبة لك. أنا هنا لأدعمك.”
الهدف هو الحفاظ على التواصل دون الدخول في جدل قد يُثير توتره.
3. شجّعه على العلاج… لا تجبره
في كثير من الحالات، لا يدرك مريض الفصام أنه مريض (ما يُعرف بفقدان البصيرة). لذلك، فإن رفضه للعلاج أمر شائع.
تجنب فرض العلاج عليه بالقوة، وحاول بدلًا من ذلك الحديث معه بهدوء حول أهمية الأدوية والمتابعة مع الطبيب، مع التركيز على كيف يمكن أن يُحسّن العلاج حياته اليومية.
4. ساعده في تنظيم يومه
الروتين اليومي البسيط يساعد المريض على الاستقرار الذهني. ساعده على وضع جدول يشمل الاستيقاظ، تناول الطعام، أخذ الأدوية، والمشاركة في نشاطات بسيطة.
حتى الأمور الصغيرة مثل تنظيف الغرفة أو المشي في الحديقة يمكن أن تُحدث فرقًا في استقراره النفسي.
5. راقب العلامات المبكرة للانتكاس
انتكاس الفصام أمر وارد، لكن ملاحظته مبكرًا يمكن أن يمنع تفاقمه. من العلامات التحذيرية:
- تغيّر في نمط النوم
- زيادة في الانعزال
- الحديث غير المفهوم أو المشتت
- عدوانية غير مبررة
إذا لاحظت أي من هذه العلامات، تواصل مع الطبيب المعالج فورًا.
6. كن داعمًا دون أن تفقد نفسك
دعم مريض الفصام مهمة نبيلة، لكنها قد تكون مرهقة نفسيًا. لا تهمل صحتك النفسية. احرص على:
- أخذ فترات راحة
- التحدث إلى طبيب نفسي إن لزم الأمر
كلما كنت أكثر توازنًا، كلما كنت أكثر قدرة على دعم المريض بشكل سليم.
7. وفّر له بيئة آمنة ومستقرة
الضوضاء، الضغط، أو التغيرات المفاجئة في البيئة قد تزيد من الأعراض الذهانية. حاول أن تُبقي البيئة المحيطة بالمريض هادئة، منظمة، وداعمة. تجنب الصراخ، الجدل، أو التهديد، خصوصًا أثناء النوبات.
خلاصة
التعامل مع مريض الفصام لا يعني أنك تتحمّل العبء وحدك. بل هو مسار من التفاهم المتبادل، يتطلب وعيًا واحتواءً لا يُستهان به. بالدعم المستمر والعلاج المناسب، يمكن لمريض الفصام أن يعيش حياة مستقرة ويحقق تواصلاً أفضل مع محيطه. كن عونًا له، لا عبئًا إضافيًا.
اقرأ أيضًا: فوبيا الثقوب
المراجع:
