الجامود النفسي، أو الكاتاتونيا، هو متلازمة سلوكية عصبية تنشأ نتيجة اضطرابات نفسية أو طبية أخرى. يتضمن مجموعة من العلامات الغير طبيعية في الحركة والتفاعل، مثل التجمّد المفاجئ، الصمت المطول، أو وضعيات جسدية غريبة. قد تبدو الحالة وكأن الشخص “مجمد” عن الحياة، رغم أن عقله ما زال مدركًا ما حوله في بعض الحالات.
أعراض الجامود النفسي
بحسب ما ورد في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5)، لا يمكن تأكيد الإصابة بمتلازمة الجامود إلا في حال ظهور ثلاثة أعراض على الأقل من قائمة تشمل 12 علامة مميزة. وفيما يلي أبرز تلك الأعراض:
- الذهول (Stupor): حالة من التوقف التام عن الحركة أو الاستجابة، يظهر فيها الشخص وكأنه غير واعٍ بما يدور حوله رغم يقظته البيولوجية.
- التخشب (Catalepsy): تصلب عضلي يرافقه بقاء الجسد في وضعيات غريبة أو غير طبيعية لفترات طويلة دون تغيير.
- الخرس (Mutism): قلة شديدة في الكلام أو انعدامه تمامًا، رغم عدم وجود سبب عضوي يمنع التحدث.
- المرونة الشمعية (Waxy Flexibility): خاصية تُمكِّن جسد المريض من الثبات في أي وضعية يُوضع فيها، وكأن أطرافه مصنوعة من شمع.
- السلبية (Negativism): رفض الاستجابة للأوامر أو للمحفزات الخارجية بشكل غير مفسَّر.
- الوضعيات الغريبة (Posturing): اتخاذ المريض لوضعيات غير مألوفة أو غير مريحة لفترات طويلة دون سبب واضح.
- السلوك المتكلف (Mannerism): أداء حركات غير معتادة أو مبالغ فيها بطريقة متكررة وغريبة.
- الحركات النمطية (Stereotypy): القيام بنفس الحركة مرارًا وتكرارًا بشكل لا يبدو أن له هدفًا واضحًا، كتحريك اليدين أو الرأس بصورة نمطية.
- الهيجان غير المرتبط بمثير (Agitation): اضطراب حركي مفاجئ يصاحبه أحيانًا تعبيرات وجهية غريبة دون سبب ظاهر.
- تكرار الكلام (Echolalia): إعادة كلمات أو عبارات الآخرين بشكل تلقائي وبدون إدراك.
- تقليد الحركات (Echopraxia): تكرار حركات الآخرين بشكل غير إرادي.
- الجمود الحركي (Rigidity): تصلب جسدي دائم دون سبب عضوي يبرره.
- الطاعة الآلية (Automatic Obedience): تنفيذ الأوامر بطريقة آلية دون تفكير، حتى وإن كانت غير منطقية.
تختلف مدة استمرار الأعراض باختلاف السبب المرتبط بحالة الجامود. على سبيل المثال، حين يظهر الجامود كأحد أعراض الفصام، قد تستمر الحالة لفترة أطول مقارنةً بحالات أخرى مصاحبة لاضطرابات المزاج أو الاضطرابات النفسية المؤقتة.
أسباب الجامود النفسي
الكاتاتونيا تظهر عادة ضمن اضطرابات نفسية مثل:
- اضطرابات المزاج كالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
- الفصام والاضطرابات الذهانية.
- طيف التوحد واضطراب ما بعد الصدمة.PMCWikipedia
قد تحدث الكاتاتونيا أيضًا نتيجة أسباب طبية مثل:
- الأمراض الالتهابية أو المناعية مثل التهاب الدماغ المناعي أو الذئبة.
- اضطرابات التمثيل الغذائي أو الإعلام الدوائي (بعض المضادات الحيوية أو الأدوية).
- اضطرابات عصبية مثل السكتة، أورام الدماغ، أو الصرع.Osmosis
بعض النظريات تشير أيضًا إلى ارتباطها بإفراط في الخوف أو توتر نفسي حاد كهروب تطوري.PMC
كيف يتم التشخيص؟
التشخيص يبدأ بفحص سريري ونفسي شامل، باستخدام أدوات مثل مقياس بوش – فرانسيس لتحديد الأعراض ودرجة شدتها.NCBIPMC يُطلب أيضًا إجراء فحوصات دم وتصوير عصبي لاستبعاد الأسباب العضوية مثل السكتة أو الالتهاب. يشترط وجود ثلاثة أعراض على الأقل لمدة واضحة للحصول على التشخيص النهائي.Wikipedia
اختبار “Lorazepam challenge” يُستخدم في الحالات المشكوك فيها؛ إذ يُعطى مريض جرعة لورازيبام ويراقب رد فعله، فإذا انخفضت الأعراض بأكثر من نسبة معينة، يعزز ذلك التشخيص ويقترح الاستجابة للعلاج.Wikipedia
علاج الجامود النفسي
هناك العديد من الخيارات العلاجية، والتي يعتمد اختيار أنسبها على شدة الحالة:
1. البنزوديازيبينات
يُعد دواء لورازيبام دواء الخط الأول، ويحدث تحسّن كبير في حوالي 70% من المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء. يعمل هذا الدواء من خلال تخفيف أعراض مثل:
- القلق
- الأرق.
- الهياج.
- تشنجات العضلات..
2. العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
إذا لم ينجح البنزوديازيبين تحديدًا أو كانت الحالة شديدة، فإن العلاج بالصدمات الكهربائية يُعد خيارًا فعالًا بنسبة نجاح تصل إلى 80‑100%.
اقرأ أيضًا: التحدث مع النفس: متى يعتبر مرض نفسي؟
المراجع:
