التعلق المرضي هو نمط غير صحي من الارتباط العاطفي بشخص أو شيء معين، يكون فيه الفرد غير قادر على الحفاظ على توازن مشاعره وسلوكه عند غياب الطرف الآخر أو تغير طبيعة العلاقة. وغالبًا ما يُصاحب هذا النوع من التعلق مشاعر الخوف، القلق، الاعتماد الزائد، والاحتياج المفرط للدعم أو الاهتمام، ما يؤثر سلبًا على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية.
يُعد التعلق المرضي من المشاكل النفسية الشائعة، وقد يظهر في العلاقات العاطفية، الأسرية، أو حتى الصداقات، ويكون نتيجة لعوامل عدة مثل تجارب الطفولة، اضطرابات القلق، أو ضعف تقدير الذات.
أعراض التعلق المرضي
1. الخوف المستمر من الهجر
من أبرز علامات التعلق المرضي هو الشعور الدائم بالخوف من أن يتركه الطرف الآخر، حتى في غياب أي مؤشرات على ذلك. هذا الخوف يجعل الشخص يعيش في حالة ترقّب وقلق دائم، ويؤدي إلى سلوكيات مثل:
- مراقبة الطرف الآخر باستمرار
- السؤال المفرط عن المشاعر والنية
- طلب تطمينات متكررة بعدم الرحيل أو الانفصال
2. الاعتماد العاطفي الزائد
يعاني الشخص المصاب بالتعلق المرضي من اعتماد كبير على الطرف الآخر لتلبية احتياجاته النفسية والعاطفية. فهو لا يشعر بالأمان أو الراحة إلا بوجود ذلك الشخص، ويصعب عليه التعامل مع الضغوط أو اتخاذ القرارات من دونه.
3. انعدام الهوية الذاتية
يؤدي التعلّق المفرط أحيانًا إلى ضياع الحدود بين الذات والآخر، حيث يفقد الشخص تدريجيًا إحساسه بذاته، ويفضّل تكييف أفكاره، سلوكه، وحتى أهدافه بما يتناسب مع الطرف الآخر. ويظهر ذلك في:
- التخلي عن الهوايات والاهتمامات الشخصية
- محاولة تقليد الطرف الآخر في كل شيء
- فقدان الرغبة في الاستقلال أو التطور الذاتي
4. الغيرة والشك الزائد
كثيرًا ما يُعاني المصابون بالتعلق المرضي من غيرة غير منطقية وشكوك دائمة في نوايا الطرف الآخر، حتى دون وجود دليل. وقد يقود هذا إلى:
- مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي
- التدخل في خصوصيات الشريك أو الصديق
- خلق مشكلات من مواقف بسيطة بسبب الشك
5. السلوكيات التوسلية أو الدرامية
عندما يشعر الشخص بأن الطرف الآخر قد يبتعد، يلجأ إلى أساليب غير ناضجة أو مبالغ فيها لجذب الانتباه، مثل:
- التهديد بالانتحار أو الإيذاء
- افتعال المشاكل أو المشاعر الزائفة
- المبالغة في إظهار الحزن أو الإحباط لجلب العطف
6. الشعور بالفراغ عند غياب الطرف الآخر
يشعر المصاب بالتعلّق المرضي أن حياته خالية من المعنى عند غياب من يتعلق به، حتى لفترات قصيرة. ويعاني من:
- القلق الشديد أثناء غياب الطرف الآخر
- الإحساس بالوحدة أو الاكتئاب
- فقدان الحافز أو الرغبة في القيام بالأنشطة
هل التعلق المرضي مشكلة نفسية قابلة للعلاج؟
نعم، التعلق المرضي يمكن علاجه بفعالية من خلال العلاج النفسي السلوكي أو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، الذي يساعد الشخص على:
- فهم جذور تعلقه المرضي
- بناء هوية مستقلة
- تحسين تقديره لذاته
- تطوير مهارات التأقلم الصحي مع العلاقات
كما يمكن أن يكون الوعي الذاتي وتعلّم الحدود العاطفية بداية جيدة لتجاوز هذا النمط، خاصة عند التزام الشخص بالتغيير ورغبة الطرف الآخر في دعمه بشكل صحي.
متى يجب طلب المساعدة؟
إذا كان التعلق العاطفي يسبب توترًا دائمًا، يؤثر على الصحة النفسية، يعطل العلاقات، أو يؤدي إلى سلوكيات مؤذية للذات أو للآخرين، فمن الضروري استشارة أخصائي نفسي للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
قد يهمك: ما هو القلق النفسي؟
المراجع: