عند الحديث عن السرطان، غالبًا ما ينصبّ التركيز على العلاج الطبي والجراحة والعلاج الكيميائي، بينما يُغفل جانب لا يقل أهمية: الدعم النفسي. فالإصابة بالسرطان ليست فقط تجربة جسدية، بل أيضًا زلزالًا عاطفيًا يهزّ المريض من الداخل، ويؤثر على أفكاره، مشاعره، وهويته. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أهمية الدعم النفسي لـ مرضى السرطان، وأفضل الطرق لتقديمه بفعالية وإنسانية.
ما الذي يمر به مريض السرطان نفسيًا؟
يشعر معظم مرضى السرطان عند التشخيص بمزيج من الخوف، الصدمة، الإنكار، والغضب. قد يتصاعد هذا إلى القلق المزمن أو الاكتئاب، خاصة مع تطورات المرض أو الآثار الجانبية للعلاج. تشمل أبرز التحديات النفسية:
- فقدان السيطرة على الحياة
- تغير الصورة الذاتية بسبب تغيرات الجسد (مثل تساقط الشعر أو فقدان الوزن)
- الخوف من الموت أو من عدم الشفاء
- الشعور بالعبء على الآخرين
- العزلة الاجتماعية أو الانسحاب من الأنشطة
لهذا، يصبح العلاج النفسي جزءًا جوهريًا من خطة العلاج الشاملة، لا خيارًا إضافيًا.
لماذا الدعم النفسي مهم في رحلة العلاج؟
الدعم النفسي لا يغيّر نتيجة المرض بحد ذاته، لكنه يمكن أن:
- يُخفف المعاناة النفسية ويحسّن المزاج
- يعزز الالتزام بخطة العلاج والزيارات الطبية
- يرفع جودة الحياة حتى في مراحل المرض المتقدمة
- يساعد على التكيّف مع الألم، فقدان الوظيفة، أو التغيرات الجسدية
- يقلل من العبء على الأسرة ويخلق مساحة حوار صحية بين المريض والمحيطين به
من يمكنه تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان؟
1. الأخصائي النفسي أو المعالج النفسي
يتعامل مع الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، ويمكنه تقديم العلاج السلوكي المعرفي أو تقنيات الاسترخاء.
2. الطاقم الطبي
الطبيب والممرضة يمكن أن يكون لهما دور داعم من خلال الاستماع، الشرح المبسّط، والتفاعل باحترام. أسلوب الحديث وحده يؤثر كثيرًا على شعور المريض بالأمان.
3. العائلة والأصدقاء
هم الجسر العاطفي الأقرب للمريض. حضورهم، دعمهم، وتفهّمهم يشكل درعًا نفسيًا قويًا. ولكن يجب أن يتعلموا كيف يقدمون الدعم دون إغراق المريض بالشفقة أو القلق.
4. مجموعات الدعم
التفاعل مع أشخاص يمرون بتجربة مماثلة يساعد على كسر العزلة والشعور بالفهم المشترك. .
كيف يمكن تقديم الدعم النفسي بطريقة صحيحة؟
1. الاستماع دون إصدار أحكام
أعطِ المريض مساحة للتعبير عن مشاعره، سواء كانت سلبية أو إيجابية. لا تحاول دائمًا “إصلاح” الأمور، فقط كن موجودًا بإصغاء صادق.
2. تجنب العبارات الجاهزة
مثل “كن قويًا” أو “كل شيء سيكون على ما يرام”. هذه العبارات قد تُشعر المريض بأنه لا يُسمح له بالحزن أو الخوف. الأفضل أن تقول:
“أنا هنا معك، مهما كانت مشاعرك.”
3. شجّعه على التحدث مع مختص
إذا لاحظت علامات اكتئاب أو انسحاب نفسي، لا تتردد في اقتراح زيارة معالج نفسي، وساعده في الوصول إلى الدعم المناسب.
4. احترم خصوصيته
بعض المرضى لا يفضلون الحديث عن مرضهم طوال الوقت. لا تفرض الحوار، بل اسمح له بتحديد وتيرة التفاعل.
اقرأ أيضًا: أنواع الوسواس القهري
ماذا عن الدعم النفسي في المراحل المتقدمة أو النهائية؟
في المراحل المتقدمة من المرض، يتحول الدعم النفسي إلى ما يُعرف بـالدعم التلطيفي، وهو يهدف إلى:
- تقبّل الموت كجزء من الحياة
- إيجاد المعنى الشخصي فيما تبقّى من الوقت
- مساعدة المريض في التحرّر من مشاعر الذنب أو القلق بشأن من يحبهم
- دعم الأسرة نفسيًا
المراجع:
- Narayana Health. (n.d.). Narayana Health. https://www.narayanahealth.org/blog/importance-of-mental-health-support-during-cancer-treatment
- Psychosocial Support Options for People with Cancer. (n.d.). American Cancer Society. https://www.cancer.org/cancer/survivorship/coping/understanding-psychosocial-support-services.html