Uncategorized

 أهمية الدعم العائلي في العلاج النفسي

العلاج النفسي

يُعد العلاج النفسي خطوة جوهرية نحو التعافي من الاضطرابات النفسية، لكن لا تقل أهمية الدعم العائلي عن الجلسات العلاجية نفسها. فالعائلة ليست مجرد بيئة يعيش فيها الفرد، بل هي مصدر رئيسي للأمان والطمأنينة، أو قد تكون – في بعض الحالات – سببًا في تأخير التعافي إذا غاب عنها الفهم أو التعاطف.

في هذا المقال، نستعرض كيف يُمكن للدعم العائلي أن يكون ركيزة أساسية في العلاج النفسي، ولماذا يُشجَّع المعالجون على إشراك أفراد الأسرة في الخطة العلاجية.

تعزيز الشعور بالأمان والانتماء

الشخص الذي يمر بأزمة نفسية غالبًا ما يشعر بالعزلة أو الرفض، سواء من المجتمع أو من محيطه القريب. عندما يُقابل مشاعره تلك بتفهُّم وتعاطف من أفراد أسرته، يبدأ بالشعور بالأمان والانتماء. هذا الإحساس يدعم عمل المعالج النفسي، ويمنح المريض دافعًا للاستمرار في العلاج.

أحيانًا، يكون مجرد وجود شخص داعم يستمع دون إصدار أحكام سببًا كبيرًا في تحسُّن الحالة النفسية.

فهم الأسرة لطبيعة الحالة يُقلل من سوء الفهم

من المشكلات الشائعة في العلاج النفسي، عدم وعي العائلة بطبيعة الاضطراب الذي يُعاني منه أحد أفرادها. فمثلًا، قد تُفسَّر نوبات القلق على أنها “ضعف شخصية”، أو يُرى الاكتئاب على أنه “كسل أو تهاون”. عندما تشارك الأسرة في التثقيف النفسي، سواء عبر جلسات عائلية مع المعالج، أو من خلال مصادر موثوقة، فإنها تُصبح أكثر قدرة على دعم الشخص بطريقة صحيحة.

الفهم العميق لطبيعة الحالة يساعد في تقليل الصدامات، وتخفيف اللوم أو النقد، مما يُسهم في تقليل الضغط النفسي على الشخص.

تقليل الانتكاسات وتعزيز الالتزام بالخطة العلاجية

من العوامل المؤثرة في فعالية العلاج النفسي هو الالتزام بخطة العلاج، والتي تشمل الأدوية (إن وُجدت)، والجلسات، وربما تغييرات في نمط الحياة. الدعم العائلي هنا يلعب دورًا محوريًا؛ فالعائلة المتفهمة تُشجع على حضور الجلسات، وتُساعد في تنظيم الروتين، وتكون مصدر تذكير ناعم دون ضغط.

بالإضافة لذلك، تشير بعض الدراسات النفسية إلى أن المرضى الذين يحصلون على دعم عاطفي واستقرار أسري هم أقل عرضة للانتكاس، خصوصًا في حالات:

  •  الاكتئاب.
  • اضطراب القلق.
  • اضطراب ثنائي القطب.

دور الأسرة في كسر وصمة العار

لا تزال النظرة السلبية نحو الأمراض النفسية موجودة في مجتمعات كثيرة. الدعم العائلي لا يُساعد فقط في العلاج النفسي، بل يلعب دورًا في تغيير هذه الصورة الذهنية داخل محيط الأسرة أولًا.

عندما يرى الشخص أن أهله لا يخجلون من مشكلته النفسية، بل يتحدثون عنها بانفتاح، يشعر بأنه ليس وحده، ولا عيب فيما يمرّ به.

هذا النوع من الاحتواء يُخفف كثيرًا من عبء الشعور بالذنب أو العار، ويزيد من تقبّل الفرد لذاته، مما يفتح المجال أمام تحسّن فعلي في الصحة النفسية.

قد يهمك: التعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج

ما هي أنواع الدعم العائلي الضرورية أثناء العلاج النفسي؟

يلعب الدعم العائلي دورًا محوريًا في تعزيز فعالية العلاج النفسي، ويمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

الدعم العاطفي

يشمل الآتي:

  • الاستماع بتعاطف.
  • التفهم دون إصدار أحكام.
  • تأكيد مشاعر الشخص ومساعدته على الشعور بالأمان والقبول.

الدعم العملي

يتضمن مساعدة المريض في الأنشطة اليومية مثل إعداد الطعام، الترتيب، أو المرافقة إلى الجلسات العلاجية، مما يخفف عنه الأعباء ويساعده على التركيز في العلاج.

 الدعم التثقيفي

يتعلق بتثقيف أفراد الأسرة حول طبيعة الحالة النفسية وخيارات العلاج، ما يمكنهم من تقديم دعم أكثر وعيًا واستجابة لاحتياجات المريض.

خلاصة

الدعم العائلي لا يُغني عن العلاج النفسي، لكنه يُضاعف من فاعليته. فالعائلة الواعية المتفهمة تُشكّل بيئة صحية تساعد على التعافي، وتُقلل من الانتكاسات، وتُخفف من الشعور بالوحدة والعار. لذا، فإن توعية أفراد الأسرة، وإشراكهم – عند الحاجة – في الخطة العلاجية، هو استثمار حقيقي في تعافي من نُحب.

المراجع:

  1. https://www.sagerecoveryaustin.com/blog/the-importance-of-family-in-treatment/
  2. https://bhbhospital.com/blog/the-role-of-family-in-mental-health-outpatient-treatment/
ar