أن تصبح شخص إيجابي ليس مجرد مسألة تغيير الأفكار، بل هو تحول جذري في طريقة التفكير والتعامل مع الحياة والظروف المحيطة. التفكير الإيجابي ليس مجرد تفاؤل سطحي، بل هو مجموعة من المهارات والقرارات اليومية التي تساهم في تحسين الذات والعلاقات الاجتماعية وتحقيق النجاح الشخصي. قد يكون الطريق إلى التفكير الإيجابي صعبًا في البداية، لكنه ممكن ويستحق العناء.
كيف أصبح شخص إيجابي ؟
تغيير طريقة التفكير السلبية
أول خطوة نحو أن تصبح شخص إيجابي هي تغيير طريقة التفكير السلبية إلى طريقة تفكير أكثر إيجابية. قد يكون الإنسان قد تعود على النظر إلى الأشياء من منظور سلبي، مثل القلق الدائم من المستقبل أو التركيز على الجوانب السلبية في كل موقف. لبدء التغيير، حاول أن تلاحظ هذه الأفكار السلبية وتستبدلها بأفكار أكثر واقعية وأملًا. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بأنك لا تستطيع إتمام مهمة معينة، بدلًا من التفكير في الفشل، حاول التركيز على ما يمكنك تعلمه من التجربة وكيف يمكنك تحسين أدائك في المستقبل.
التعامل مع الفشل بإيجابية
أحد أهم عناصر الشخصية الإيجابية هو القدرة على التعامل مع الفشل. بدلاً من أن ترى الفشل كأمر مخيف أو نهاية الطريق، يمكنك أن تراه كفرصة للتعلم والنمو. الفشل ليس نهاية، بل هو خطوة نحو النجاح. يجب أن تقتنع بأن الفشل جزء من الحياة وأنه يساعدك على تطوير مهاراتك وقدراتك. الأشخاص الإيجابيون لا يلومون أنفسهم بشكل مفرط عند الفشل، بل يحللون المواقف ويتعلمون منها.
التفكير في الحلول بدلاً من المشاكل
أحد أسرار الأشخاص الإيجابيين هو قدرتهم على التركيز على الحلول بدلاً من الانغماس في المشاكل. عندما يواجه الشخص مشكلة، ينشغل الشخص السلبي بالحديث عن مدى صعوبة الموقف أو استحالة الحل. أما الشخص الإيجابي، فإنه يتخذ خطوة نحو التفكير في كيفية حل المشكلة أو التغلب عليها. ذلك لا يعني تجاهل المشاكل، بل هو توجيه الطاقة والوقت نحو إيجاد الحلول الفعالة بدلاً من الاستسلام للأزمة.
ممارسة الامتنان يوميًا
الامتنان هو أحد المفاتيح المهمة التي تساعد الشخص على رؤية الحياة من منظور إيجابي. يمكن أن تبدأ كل يوم بتدوين ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها. هذه العادة الصغيرة تساهم في تغيير تفكيرك والتركيز على النعم الصغيرة التي قد تكون غافلًا عنها. كما أن الامتنان يعزز شعورك بالسعادة ويقلل من التركيز على النواقص والسلبيات.
تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها
الشخص الإيجابي يحدد أهدافًا واضحة ويعمل على تحقيقها. وجود هدف يعزز من التفاؤل والروح الإيجابية، كما يمنح الشخص إحساسًا بالتحقيق والتقدم في حياته. يجب أن تكون أهدافك واقعية وقابلة للتحقيق، ويجب أن تكون مرنة بحيث يمكنك تعديلها بناءً على الظروف. استمتع بكل خطوة على الطريق نحو تحقيق هذه الأهداف بدلاً من الانتظار فقط لتحقيق النهاية.
اقرأ أيضًا: مراحل الفصام العقلي
محيطك يؤثر عليك
أنت جزء من محيطك، والمحيط الذي تتواجد فيه يمكن أن يكون له تأثير كبير على حالتك النفسية. حاول أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين ومتفائلين، فهم سيحفزونك ويشجعونك على التفكير بشكل إيجابي. كما أن الأماكن التي تتواجد فيها تؤثر أيضًا على مزاجك. حاول قضاء وقتك في أماكن تعزز من راحتك النفسية مثل الأماكن الطبيعية أو المريحة.
الاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية
لكي تكون إيجابيًا، يجب أن تعتني بجسدك وعقلك على حد سواء. ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو السباحة، تعزز إفراز الهرمونات السعيدة مثل الإندورفين، مما يحسن من حالتك النفسية. كما أن النوم الجيد والغذاء المتوازن يمكن أن يساهم في زيادة طاقتك وتحسين مزاجك بشكل عام. كما يجب عليك تخصيص وقت للعناية بذهنك عبر التأمل أو قراءة كتب تحفزك وتساعدك على التفكير بطريقة أفضل.
العلاقات الاجتماعية الإيجابية
العلاقات مع الآخرين تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيتك. الأشخاص الإيجابيون غالبًا ما يحيطون أنفسهم بأصدقاء داعمين ومشجعين. إذا كنت تشعر بأنك محاط بأشخاص سلبيين، حاول أن تحدد هذه العلاقات وتبحث عن أشخاص يعززون من تفكيرك الإيجابي. الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكونوا مصدرًا كبيرًا للطاقة الإيجابية إذا كانوا يشاركونك نفس القيم والطموحات.
التعامل مع التحديات بروح مرنة
الحياة مليئة بالتحديات، والقدرة على التكيف مع هذه التحديات بروح مرنة تعتبر من خصائص الشخص الإيجابي. لا تدع التحديات الصغيرة توقفك عن التقدم، بل حاول أن تراها فرصًا لتحسين مهاراتك وقدراتك. الشخص الإيجابي يعرف أن الحياة ليست دائمًا سلسة، لكنه يواجه كل تحدٍ بروح من الأمل والثقة.
المراجع:
- How to stop negative self-talk. (n.d.-b). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/stress-management/in-depth/positive-thinking/art-20043950
- Kroep, D. (2023, June 23). 9 Simple ways to be a more Positive person. OpenUp. https://openup.com/blog/ways-to-be-more-positive/
