مرض السرقة أو هوس السرقة هو اضطراب نفسي نادر ولكنه قد يكون خطير يتضمن الرغبة الملحة والمتكررة والقوية في سرقة أشياء لا يكون الشخص بحاجتها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم ما يتم سرقته يكون ضئيل القيمة ويُمكن للشخص اقتناؤه بسهولة. إلا أنه يفتقر إلى القدرة على مقاومة رغبته في السرقة.
لتعرف أكثر عن تفاصيل مرض السرقة سيوضح لنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أهم المعلومات عنه في هذا المقال.
أعراض مرض السرقة
تتضمن أعراض وسمات الشخص المُصاب بـ مرض السرقة الآتي:
- عدم القدرة على تجاوز الرغبة الشديدة في سرقة الأشياء التي لا حاجة لها.
- الشعور بزيادة في التوتر، القلق، أو الإثارة التي تدفع نحو السرقة.
- الشعور بالسعادة، الراحة، أو الرضا بعد السرقة.
- الشعور الشديد بالذنب، أو الخزي والندم، اوحتقار الذات، أو حتى الخوف من التعرض للاعتقال بعد السرقة.
- عودة الرغبة الملحة وتكرار دورة هوس السرقة
- على عكس لصوص المتاجر، فإن المصابين بهوس السرقة لا يقترفون أفعالهم لتحقيق مكاسب شخصية أو بدافع الجرأة أو الانتقام بل يسرقون بسبب شعور ملح وقوي لا يمكنهم مقاومته.
- غالبًا ما تحدث نوبات هوس السرقة فجأة دون تخطيط مسبق وبدون مساعدة من أي شخص آخر.
- معظم المصابين بهوس السرقة يميلون ويرغبون بالسرقة بشكلٍ كبير من الأماكن العامة مثل المتاجر، وقد يسرق بعضهم أشياء من الأصدقاء أو المعارف، خلال تواجدهم معهم في مناسبات اجتماعية.
- غالبًا ما لا تكون الأشياء المسروقة ذات قيمة كبيرة بالنسبة للشخص المصاب بهوس السرقة، وقد يكون بإمكانه شراؤها بسهولة.
- يميل الشخص المُصاب بهوس السرقة إلى إخفاء الأغراض المسروقة في مكان بعيد دون استخدامها أبدًا. حتى أنه قد يتبرع أيضًا بتلك الأغراض أو يقدمها لأحد أفراد عائلته أو أصدقائه، أو يُمكن أيضًا أن يعيدها سرًا إلى المكان الذي سرقها منه.
- الرغبة الملحة بالسرقة لا تكون مستمرة بل قد تأتي وتختفي، أو قد تزيد شدتها أو تنخفض بمرور الوقت.
ما الذي يسبب مرض السرقة؟
لم يتم إلى الآن معرفة السبب الرئيسي لمرض السرقة، ولكن هناك بعض الأسباب والعوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة ومنها:
الاختلافات في بنية الدماغ
من المرجح أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السرقة اختلافات معينة في بنية أدمغتهم. خاصة في المناطق التي تتحكم في الدوافع، وقد تشير هذه الاختلافات إلى وجود خلل في الإشارات العصبية بحيثُ تكون أقل أو أضعف.
الاختلافات في كيمياء الدماغ
يستخدم الدماغ مواد كيميائية متخصصة تعرف باسم الناقلات العصبية للتواصل وإدارة عمليات معينة. هناك حالات قد يحدث فيها اضطرابات في هذه النواقل العصبية، وهذا يؤثر سلبًا على قدرة الشخص على التحكم برغباته.
عرض من أعراض بعض المشاكل النفسية
يصنف بعض الخبراء مرض السرقة كعرض، وليس كحالة. من الشائع جدًا أن يعاني الأشخاص المصابون بهوس السرقة من مشكلات أخرى تتعلق بالصحة النفسية. وخاصة:
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل.
- الإدمان واضطرابات تعاطي المخدرات.
العوامل الوراثية
إذ قد تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة خاصًة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالقلق والمزاج واضطرابات تعاطي المخدرات.
تشخيص مرض السرقة
وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، هناك خمسة معايير يجب على الشخص استيفائها حتى يتمكن الطبيب من تأكيد الإصابة بـ مرض السرقة:
- محاولة التخلص من مرض السرقة بشكل متكرر وعدم القدرة على ذلك.
- متكررة فاشلة لعدم السرقة، ولم يتم أخذ المسروقات لحاجة الشخص إليها أو لحاجته إلى شيء ذي قيمة للمتاجرة به أو استبداله بالمال.
- الشعور بالتوتر أو الخوف قبل السرقة.
- الشعور بمشاعر إيجابية (مثل الراحة أو المتعة) أو الشعور “بالنشوة” مباشرة بعد الانتهاء من السرقة.
- أن السرقة لا تتم لاستجابة عاطفية (أي يتم القيام بها بسبب الغضب أو الانتقام) ولا تحدث بسبب الوهم (اعتقاد خاطئ راسخ) أو الهلوسة.
- وجود حالة صحية نفسية أخرى، مثل اضطراب السلوك، أو السلوك الهوسي، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، لا يقدم تفسيرًا أفضل لهذا السلوك.
اقرأ أيضًا: اضطراب قلق الانفصال.
هل يوجد الاختبارات يتم إجراؤها لتشخيص مرض السرقة؟
لا، لا توجد أي اختبارات من أي نوع يمكنها تشخيص مرض السرقة. ومع ذلك، قد يوصي الأطباء بإجراء اختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.
كيف يتم علاج مرض السرقة؟
لا توجد طريقة موحدة لعلاج مرض السرقة، وهناك أبحاث محدودة حول العلاجات الأفضل. ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السرقة نادرًا ما يطلبون العلاج من تلقاء أنفسهم بسبب شعورهم بالحرج.
ولكن بشكلٍ عام هناك نوعان من العلاج وهما كالآتي:
العلاج الدوائي
توجد بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب يُمكن أن تُساعد المريض على السيطرة على مرض السرقة بناءً على الأعراض التي يُعاني منها، وما إذا كان يُعاني من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب أو إدمان المواد المُخدِّرة.
تتضمن الخيارات الدوائية التي قد يصفها الطبيب الآتي:
- نالتريكسون، وهو دواء يستخدم بشكلٍ عام لعلاج الإدمان، ويتم استخدامها أيضًا في هذه الحال لمنع المشاعر الإيجابية التي يشعر بها الشخص عند السرقة، مما قد يساعده على مقاومة الرغبة في السرقة
- مضادات الاكتئاب، أهمها مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
العلاج النفسي
إن العلاج النفسي يعتبر فعّال في علاج هذه الحالة، ويتضمن عادةً مساعدة الشخص على فهم سبب قيامه بأشياء معينة خاطئة. ثم مساعدته على تطوير طرق لتغيير تلك السلوكيات أو تجنبها.
يمكن أن يتخذ العلاج النفسي لهوس السرقة أشكالًا عديدة، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، أو العلاج الجماعي، أو حتى التنويم المغناطيسي.
المراجع:
- Kleptomania – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, September 30). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/kleptomania/symptoms-causes/syc-20364732
- Professional, C. C. M. (n.d.). Kleptomania. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9878-kleptomania