يُمكن أن تسبب نوبة الهلع الشعور بالخوف الشديد غير المبرر بشكلٍ مفاجئ ومؤقت، وذلك يؤدي بدوره إلى حدوث ردود أفعال جسدية قوية استجابًة للمواقف العادية غير الخطيرة.[1]
ولتعرف عن أسباب نوبة الهلع تابع القراءة حيثُ سيوضح ذلك الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان في هذا المقال.
اسباب نوبة الهلع
لم يتم إلى الآن معرفة السبب الرئيسي للإصابة بـ نوبة الهلع، ولكن يعتقد الباحثون أن حدوث خلل وظيفي في اللوزة الدماغية وهي الجزء من الدماغ الذي يعالج الخوف والمشاعر الأخرى، قد يكون السبب الجذري لمثل هذه الحالة.[4]
كما يُعتقد أيضًا أن الاختلالات الكيميائية في حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) والكورتيزول والسيروتونين قد تلعب دورًا كبيرًا.[4]
عوامل الخطورة
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بـ نوبة الهلع ومنها:[4]
التاريخ العائلي
إذ غالبًا ما تنتشر اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع، في العائلات، وقد وجد بأنّ إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى (أحد الوالدين، أو الأشقاء) بنوبات الهلع يزيد من احتمالية الإصابة بنسبة 40%.
المشاكل النفسية التي تسبب نوبة الهلع
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو غيرها من المشاكل النفسية هم أكثر عرضة لنوبات الهلع.
التعرّض لأحداث سيئة خلال الطفولة
خاصًة في حال التعرّض لها بين عمر 1 و17 عامًا، وعادةً ما تكون هذه التجارب أحداثًا مؤلمة، ويمكن أن تساهم في تطور نوبات الهلع.
اعراض نوبات الهلع
ما يُميّز نوبة الهلع هي أنّها عادًة ما تبدأ بشكل مفاجئ، إذ يُمكن حدوثها في أي وقت حتى أثناء النوم، ويُمكن أن تتكرر وقد تبلغ ذروتها خلال دقائق، وقد تستمر لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة، وبعد انتهاء النوبات قد يشعر الشخص بأنّه متعب أو مُنهك.[2]
تَتضمن اعراض نوبة الهلع عادة ما يلي:[2]
- تسارع نبضات القلب.
- شعور الشخص بأنّه مُصاب بالجنون أو أنه بحاجة دخول المستشفى النفسي.
- جفاف الفم.
- الارتعاش والرجفة.
- التعرّق المفرط.
- صعوبة التنفس.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- تقلصات البطن.
- الغثيان.
- الشعور بالهلاك أو الخطر.
- الصداع.
- الدوخة أو الدوار أو الإغماء.
- الخدر أو الشعور بالوخز.
اقرأ أيضًا: العلاج النفسي: أبرز الأنواع.
هل يمكن الشفاء من نوبات الهلع بدون ادوية؟
أجل، حيثُ يُعتبر العلاج النفسي، والذي يُسمى أيضًا العلاج بالكلام، من الخيارات الأولى الفعّالة لعلاج نوبة الهلع، ومن الأمثلة عليه العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
حيثُ يُساعد هذا العلاج على معرفة المحفزات وراء النوبات، وتعليم الشخص كيفية التعامل مع المواقف بشكل مختلف إلى جانب التغلب على المخاوف بشكل أفضل.[2]
تمارين التنفس لـ نوبات الهلع
قد يُرافق نوبة الهلع التنفس السريع، لذلك قد يكون من المفيد ممارسة تمارين التنفس فهي قد تُساعد على تخفيف الأعراض، وتشمل خطواتها ما يلي:[3]
- تنفس من خلال أنفك ببطء وعمق وبلطف قدر الإمكان.
- قم بالزفير من خلال فمك ببطء وعمق وبلطف.
- جرّب العد بشكل ثابت من 1 إلى 5 مع كل شهيق وزفير.
- أغمض عينيك وركز على تنفسك، وقد تبدأ في الشعور بالتحسن خلال بضع دقائق.
الوقاية من نوبة الهلع
هناك العديد من الاستراتيجيات التي قد تكون فعّالة في الوقاية من نوبات الهلع وتتضمن ما يلي:[5]
- ممارسة تمارين التنفس كل يوم قد يكون مفيدًا في منع نوبات الهلع، أو تخفيف حدّة الأعراض في حال حدوثها.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يُساعد على التحكم في مستويات التوتر والتخلص منه وتحسين الحالة المزاجية وتعزيز الثقة.
- تناول وجبات الطعام بشكلٍ منتظم لضمان الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
- الحد من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب شرب الكحول.
- النوم لساعاتٍ كافية، فعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يُسبب خللًا أو اضطرابات عاطفية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نوبة الهلع.
ما هي الأدوية التي قد تُساعد على علاج نوبة الهلع؟
تشمل الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج نوبة الهلع ما يلي:[4]
مضادات الاكتئاب
يمكن لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب أن تجعل نوبات الهلع أقل تواتراً أو أقل حدة، ومن أهم هذه الأدوية مثبطات إعادة استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مثبطات إعادة استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs).
ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:
- فلوكستين (Fluoxetine).
- باروكستين (Paroxetine).
- الدولوكستين (Duloxetine).
الأدوية المضادة للقلق
وهي أدوية نفسية قد يصفها الأطباء لعلاج نوبات الهلع والوقاية منها، تشمل هذه الأدوية بروموزيبام (Bromozepam).
متى يجب مراجعة الطبيب؟
قد تتشابه اعراض نوبات الهلع مع حالات صحية أخرى تتطلب العناية الطبية الفورية مثل النوبة القلبية، لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور في حال المعاناة مما يلي:[4]
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- فقدان الوعي.
كما يجب مراجعة الطبيب في حال المُعاناة من نوبات الهلع التي يُرافقها ما يلي:[4]
- القلق المزمن (طويل الأمد) الذي يتعارض مع الحياة اليومية.
- صعوبة في التركيز.
- التهيج الشديد.
- الخوف من مغادرة المنزل.
- استمرار أعراض نوبة الهلع لأكثر من 15 دقيقة.
- مشاكل النوم.
اقرأ أيضًا: اضطرابات القلق
تظهر نوبة الهلع عادًة على شكل مشاعر خوف شديدة غير مبررة، ويُمكن أن تؤدي لردود أفعال جسدية تجعل الشخص يشعر وكأنه يفقد السيطرة أو أنّه على وشك الموت، ولم يتم إلى الآن معرفة السبب الرئيسي لهذه الحالة ولكن يعتقد بأنّها قد ترتبط بالاختلالات الكيميائية أو اللوزة الدماغية.
لا تتردد في حجز موعدك في عيادة الدكتور معن العبكي
المصادر:
- Website, N. (2023, August 29). Panic disorder. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/panic-disorder/
- Panic attacks and panic disorder – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2018, May 4). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/panic-attacks/diagnosis-treatment/drc-20376027#:~:text
- How to deal with panic attacks. (2023, November 10). NHS Inform. https://www.nhsinform.scot/healthy-living/mental-wellbeing/anxiety-and-panic/how-to-deal-with-panic-attacks/
- Professional, C. C. M. (n.d.). Panic Attacks & Panic Disorder. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4451-panic-attack-panic-disorder#symptoms-and-causes
- How to deal with panic attacks. (n.d.). HSE.ie. https://www2.hse.ie/conditions/panic-attacks/