تُعدّ غيرة الإخوة من الظواهر الشائعة في العلاقات الأسرية، وغالبًا ما تبدأ منذ سن مبكرة وتمتدّ إلى مراحل عمرية لاحقة إذا لم تتم إدارتها بشكل سليم. تعتبر هذه المشاعر جزءاً طبيعياً من نمو الطفل النفسي والاجتماعي، لكنها قد تتحول إلى مصدر توتر وخلاف دائم بين الإخوة إن لم يُعالج الأمر بالحكمة والصبر.
في هذا المقال، سنتناول أسباب غيرة الإخوة، مظاهرها، وأفضل الطرق للتعامل معها والتخلص منها بطريقة إيجابية تعزز العلاقة بين أفراد الأسرة.
ما هي غيرة الأخوة؟
غيرة الإخوة هي شعور طبيعي ينتج عن مقارنة الطفل نفسه بأخيه أو أخته، وقد يشعر فيها بالإقصاء أو التهميش أو فقدان مكانته في قلوب والديه. قد تظهر الغيرة بشكل صريح من خلال التصرفات العدوانية، أو بشكل خفي مثل الانسحاب أو الصمت أو تراجع الأداء الدراسي.
أسباب غيرة الإخوة
1. التمييز في المعاملة
عندما يشعر أحد الأبناء أن شقيقه يُعامل معاملة خاصة، سواء من حيث الاهتمام، الهدايا، أو فرص التعبير عن الرأي، قد يتولد لديه شعور بالغيرة.
2. اختلاف الأعمار والقدرات
قد يتسبب فارق السن أو اختلاف المهارات والمواهب في نشوء الغيرة، خاصة إذا قارن الطفل نفسه بأخيه الأكبر أو الأصغر وشعر بالنقص.
3. الغيرة من المولود الجديد
تعد هذه من أكثر أشكال الغيرة شيوعًا، حيث يشعر الطفل بأن المولود الجديد سرق منه حب واهتمام الوالدين.
4. المبالغة في المقارنة
مقارنة الأهل بين الأبناء بشكل مستمر (مثل: “أخوك أشطر منك”) يعزز الغيرة ويؤدي إلى التنافس غير الصحي.
مظاهر غيرة الإخوة
غيرة الإخوة قد تظهر في سلوكيات متعددة، منها:
- كثرة الشجارات والمشاجرات بين الإخوة.
- محاولة لفت الانتباه من خلال السلوكيات السلبية.
- التراجع في الأداء الدراسي أو العزلة.
- تقليد الأخ الآخر بشكل مبالغ فيه.
- التشكيك في محبة الأهل أو السخرية من الأخ.
طرق التخلص من غيرة الإخوة
1. المساواة في المعاملة
يجب أن يحرص الأهل على التعامل مع جميع الأبناء بمساواة من حيث الوقت، الحب، والاهتمام، مع مراعاة الفروقات الفردية لكل طفل.
2. تجنب المقارنة
من المهم الامتناع تمامًا عن مقارنة الأطفال ببعضهم، بل يجب دعم كل طفل في مهاراته الفريدة وتشجيعه على تطوير ذاته.
3. تخصيص وقت فردي مع كل طفل
ينصح بتخصيص وقت خاص لكل طفل على حدة، حيث يشعر بالاهتمام والتقدير الشخصي من والديه، مما يعزز ثقته بنفسه ويقلل من شعوره بالمنافسة.
4. تعليم الأطفال التعاون بدلًا من التنافس
يمكن توجيه الأطفال للعمل الجماعي، مثل إشراكهم في مشاريع أو أنشطة تتطلب التعاون، مما يخلق بينهم روح الفريق ويقلل من مظاهر الغيرة.
5. تعزيز التواصل العاطفي
يجب أن يشعر الطفل أن لديه مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره دون حكم أو تقليل. استمع إليه، اسأله عن سبب انزعاجه، وساعده على فهم مشاعره والتعامل معها.
6. تقديم نموذج إيجابي
الأهل هم القدوة الأولى لأبنائهم. عندما يرون تعامل الوالدين مع بعضهم أو مع الأبناء الآخرين بالمحبة والاحترام، يتعلمون نفس السلوك.
7. تعزيز ثقة الطفل بنفسه
كلما زادت ثقة الطفل في نفسه، قلت غيرته من الآخرين. ساعده على تطوير مهاراته وشجعه على تحقيق إنجازاته الخاصة.
متى تحتاج غيرة الإخوة إلى تدخل مختص؟
رغم أن الغيرة أمر طبيعي، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخل أخصائي نفسي، مثل:
- إذا تطورت الغيرة إلى عنف جسدي دائم.
- إذا أثرت على الصحة النفسية للطفل (مثل الاكتئاب أو القلق).
- إذا شعر أحد الأطفال برفض عميق لأخيه أو رفض التفاعل معه.
المراجع: