الشفاء التام من نوبات الهلع

نوبات الهلع

الشعور القلق والذعر في أوقات معينة يعتبر استجابة طبيعية لبعض المواقف التي قد نتعرّض لها، ولكن عندما يكون الخوف شديد ويحدث بأي وقت دون وجود أي سبب واضح فهنا تُسمى هذه الحالة بـ نوبات الهلع.[1]

ولكن هل يُمكن الشفاء التام من نوبات الهلع؟ سيوضح لنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان الإجابة في هذا المقال.

الشفاء التام من نوبات الهلع

على الرغم من توفر الكثير من العلاجات التي تساعد في التقليل من نوبات الهلع بشكلٍ كبيرٍ وفعّال، إلا أنه لا يمكن الشفاء التام منها، والسبب يعود في ذلك إلى الآتي:[2]

  • أعراض نوبات الهلع قد تختلف بشكلٍ كبير من شخصٍ لآخر، وبالتالي يُمكن أن تظهر بعض الأعراض على أحد الأشخاص ولا تظهر على الآخر.
  • لا يُمكن تحديد علاج واحد يُناسب جميع من يُعانون من نوبات الهلع، بل يتم تحديد علاج يُناسب كل شخصٍ على حِدا.
  • التعرض المستمر للضغوطات النفسية قد يسبب في بعض الأحيان عودة الأعراض أو التعرض للانتكاسة بالرغم من الخضوع للعلاج.

كيف يتم علاج هذه الحالة؟

يعد العلاج النفسي والأدوية أو مزيج من الاثنين معًا فعالًا جدًا في علاج نوبات الهلع، وغالبًا ما تعتمد المدة التي يحتاجها الشخص فيها إلى العلاج على شدة الحالة ومدى الاستجابة للعلاج.

وفيما يلي نوضح أكثر عن العلاجات المتوفرة:[3]

العلاج النفسي

العلاج النفسي أو العلاج بالكلام  يتضمن مجموعة متنوعة من تقنيات العلاج التي تهدف إلى مساعدة الشخص على تحديد وتغيير أفكاره وسلوكياته السلبية.

تشمل الأنواع المحددة من العلاج النفسي التي يمكن أن تساعد في العلاج ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

ويعتبر العلاج الأكثر شيوعًا، حيثُ يقوم الطبيب بدايًة بمناقشة الأفكار والعواطف، مما يُساعده في تحديد محفزات نوبات الهلع. حتى يتمكن من تعليم الشخص التقنيات الصحيحة لتغيير تفكيره وسلوكياته وردود أفعاله.

ويُمكن أن يكون ذلك فعّالًا في تقليل النوبات وتوقفها مع مرور الوقت.

اقرأ أيَصا: مراحل الفصام العقلي.

العلاج بالتعرض

يتضمن هذا العلاج تعريض الشخص بشكل تدريجي ومتكرر في بيئة افتراضية أو بشكلٍ واقعي  لأي شيء يثير نوبة الهلع لديه.

وبمرور الوقت، سوف يتعلّم كيف يستطيع السيطرة على مشاعره خلال هذه المواقف بدلاً من أن تظهر لديه نوبات القلق والذعر.

كما سيتم تعليم الشخص تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، للسيطرة على قلقه.

ادوية نوبات الهلع

تشمل الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج هذه الحالة ما يلي:

مضادات الاكتئاب

يمكن لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب أن تجعل النوبات أقل تواتراً أو أقل حدة.

وغالبًا ما يصف الأطباء ما يلي:

  • بمثبطات إعادة استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل: فلوكستين (Fluoxetine)، أو الباروكستين (Paroxetine).
  • مثبطات إعادة استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)، مثل: الدولوكستين (Duloxetine) والفينلافاكسين (Venlafaxine).

الأدوية المضادة للقلق

 يصف الأطباء في الغالب البنزوديازيبينات لعلاج نوبات الهلع والوقاية منها، ويجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية دائمًا يتم استخدامها تحت إشراف الطبيب.

ومن أهم الأمثلة عليها:

  • ألبرازولام (Alprazolam).
  • لورازيبام (Lorazepam).

اقرأ أيضًا: اضطرابات القلق.

نصائح عامة للوقاية من نوبات الهلع

من الضروري معرفة الأمور التي تُسبب الضغط النفسي أو التوتر وتثير النوبات لمحاولة تجنبها، كما يُمكن اتباع الخطوات التالية للوقاية منها قدر الإمكان:[4]

  • الالتزام بخطة العلاج التي يُحددها الطبيب.
  • ممارسة تمارين التنفس بشكلٍ يومي، للمساعدة في منع نوبات الهلع والتخفيف منها عند حدوثها.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتقليل مستويات التوتر والتخلص منه وتحسين المزاج وتعزيز الثقة.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تناول وجبات منتظمة لضمان استقرار مستويات السكر في الدم.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو الشوكولاتة.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول.

مضاعفات نوبات الهلع

إذا تُركت هذه الحالة دون علاج يُمكن أن تؤدي على العديد من جوانب الحياة تؤدي على سبيل المثال، إلى: [5]

  • المُعاناة من الرهاب، مثل رهاب الخلاء.
  • مشاكل في المدرسة أو العمل.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • المخاوف الصحية الأخرى، والتي تتطلب رعاية طبية متكررة
  • اتباع عادات سيئة مثل تدخين التبغ أو شرب الكحول.
  • مشاكل مالية.
  • أفكار أو سلوكيات انتحارية.

ما هي أسباب نوبات الهلع؟

لم يتم إلى الآن تحديد سبب رئيسي لنوبات الهلع، ولكن قد تلعب بعض العوامل المختلفة دورًا في الإصابة، وتشمل:[5]

  • العوامل الوراثية.
  • التعرّض لضغوطات نفسية شديدة.
  • الأشخاص الذين لديهم حساسية للتوتر أو عرضة للمشاعر السلبية.
  • التدخين.
  • شرب الكحول.
  • الإكثار من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو المشروبات السكرية.

تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي قد تكون فعّالة جدًّا في تخفيف أعراض نوبات الهلع، مثل العلاج النفسي أو العلاج الدوائي أو مزيج من الاثنين، ولكن بالرغم من ذلك لا يوجد علاج نهائي وتام لنوبات الهلع.

لا تتردد في حجز موعدك في عيادة الدكتور معن العبكي

المصادر:

  1. Website, N. (2023b, August 29). Panic disorder. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/panic-disorder/
  2. Star, K., PhD. (2019, September 15). Treatment options to help manage panic disorder. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/can-panic-disorder-be-permanently-cured-4016948#:~:text
  3. Professional, C. C. M. (n.d.-d). Panic Attacks & Panic Disorder. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4451-panic-attack-panic-disorder#management-and-treatment
  4. NHS inform. (2023b, November 10). How to deal with panic attacks. NHS Inform. https://www.nhsinform.scot/healthy-living/mental-wellbeing/anxiety-and-panic/how-to-deal-with-panic-attacks/
  5. Crna, R. N. M. (2023, May 24). What to know about panic attacks and panic disorder. https://www.medicalnewstoday.com/articles/8872#complications
Tags: No tags

Comments are closed.