الوسواس القهري الجنسي

الوسواس القهري الجنسي

اضطراب الوسواس القهري هي حالة يعاني فيها الشخص من سلوكيات أو أفكار قهرية بحيثُ تكون مزعجة ومثيرة للقلق، وفي الواقع هناك العديد من أشكال الوسواس القهري أحدها الأفكار الجنسية، يسمى هذا النوع من الوسواس القهري بـ الوسواس القهري الجنسي.[1]

وفي هذا المقال سيوضح لنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان كل ما يهمك حول الوسواس القهري الجنسي.

ما هو الوسواس القهري الجنسي؟

الوسواس القهري الجنسي يعني وجود رغبة جنسية مُفرطة يصعب السيطرة عليها، تجعل الشخص منهمكًا في التخيل أو السلوك المُثير جنسيًا، لدرجة قد تؤثر على حياة الشخص، 

ويؤثر في علاقته بالمحيطين.[1]

أعراض الوسواس القهري الجنسي

من العلامات التي قد تدل على الإصابة بالوسواس الجنسي القهري:[2]

  • رغبة وتخيلات وسلوكيات جنسية شديدة ومتكررة، وقد تستمر معظم اليوم لدرجة قد يشعر فيها المصاب بأنها خارجة عن سيطرته.
  • دوافع أو رغبات متكررة لممارسة بعض السلوكيات الجنسية، بهدف التخلص من التوتر، وقد يتبعه ذلك الشعور بالذنب أو الندم العميق.
  • قد تطرأ أيضًا أفكار شذوذ جنسي على الشخص لدرجة قد يعتقد فيها بأن لديه مشاكل بالهوية الجنسية.
  • محاولة تقليل التخيلات أو السلوكيات الجنسية أو السيطرة عليه دون القدرة على ذلك.
  • اللجوء إلى السلوك الجنسي القهري للهروب من مشاكل أخرى، مثل الشعور بالوحدة أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر.
  • الاستمرار في الانخراط في السلوكيات الجنسية بالرغم من عواقبها الوخيمة.
  • مشاكل في تكوين علاقات صحية ومستقرة والحفاظ عليها.

اقرأ أيضًا: علاج الصدمة النفسية

أسباب الوسواس القهري الجنسي

لا يوجد سبب واضح للسلوك الجنسي القهري، ولكن يُعتقد بأنّه يحدث بسبب ما يلي:[3]

حدوث تغيرات في مسارات الدماغ

مع مرور الوقت يُمكن أن يُسبب السلوك الجنسي القهري تغيرات في مسارات الدماغ، خاصًة في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحفيز. 

وفي نهاية المطاف عادة ما يتطلب الأمر القيام بنشاط جنسي قوي وتحفيزًا أشد للوصول إلى الراحة أو الإشباع.

اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ

يحتوي الدماغ بشكلٍ طبيعي على مواد كيميائية أو ما تُسمى أيضًا بالناقلات العصبية (مثل السيروتونين والدوبامين والنورإيبينيفرين) تُساعد على السيطرة على الحالة المزاجية.

ولكن في بعض الأحيان قد يحدث اختلال في توازن هذه المواد، بما يؤثر على الرغبة والسلوك الجنسي.

بعض الحالات المرضية التي تؤثر على الدماغ

هناك بعض المشاكل الصحية  مثل الخَرَف، التي قد تُسبب ضررًا لأجزاء الدماغ التي تؤثر على السلوك الجنسي.

إلى جانب ما سبق قد يسبب أيضًا بعض العلاجات الدوائية لمرض باركنسون إلى الإصابة بالسلوك الجنسي القهري.

عوامل الخطورة

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري الجنسي ويتضمن ما يلي:[3]

  • الجنس، فعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تُصيب النساء والرجال، إلا أنّها أكثر شيوعًا لدى الرجال.
  • المُعاناة من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
  • مشاكل عائلية أو إدمان لدى بعض أفراد العائلة.
  • تاريخ من الانتهاك الجسدي أو الانتهاك الجنسي.
  • مدى سهولة الوصول إلى المحتوى الجنسي، فمع التطورات في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح الوصول إلى المعلومات الجنسية أسهل.
  • تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.

المضاعفات

إذا لم يتم علاج الوسواس القهري الجنسي فقد يسبب مشاكل عديدة تؤثر على الشخص أو من حوله:[3]

  • الشعور بالذنب والخزي.
  • انخفاض تقدير الذات.
  • زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل نفسية أخرى، مثل الاكتئاب الشديد والقلق.
  • أفكار انتحارية أو محاولة الانتحار.
  • مشاكل عائلية وتضرر العلاقات المهمة أو قطعها.
  • فقدان التركيز.
  • كثرة البحث على الإنترنت عن مواد إباحية في أي وقت حتى في أوقات العمل.
  • الانخراط في سلوكيات جنسية.
  • المُعاناة من أحد أنواع العدوى المنقولة جنسيًَا أو نقل العدوى إلى شخص آخر.
  • تعاطي المخدرات والكحول.

اقرأ أيضًا: اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

الوقاية من الوسواس القهري الجنسي

قد يصعب الوقاية من الوسواس القهري الجنسي، نظرًا لأن سبب السلوك الجنسي القهري غير معروف، ولكن بالرغم من ذلك هناك العديد الاستراتيجيات الوقائية التي قد تُساعد على الوقاية، ومنها:[2]

  • الحرص على الحصول على المساعدة مبكرًا لحل مشاكل السلوك الجنسي، إذ قد يساعد ذلك على منع تفاقم السلوك الجنسي القهري بمرور الوقت.
  • الحرص على علاج الحالات النفسية الأخرى التي قد تؤدي إلى السلوك الجنسي القهري، مثل: الاكتئاب أو القلق أو أي حالات أخرى.
  • التخلص من مشاكل تعاطي الكحول والمخدرات، في حال التورط بها.

علاج الوسواس القهري الجنسي

هناك العديد من العلاجات المتوفرة مثل العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية قد تُساعد على السيطرة على الأعراض وتخفيف السلوكيات الجنسية والتخلّص منها، وفيما يلي بيان خيارات العلاج بالتفصيل: [2] [4]

العلاج النفسي

حيثُ يوجد عدة انواع منه تتضمن ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

وهو من أهم أنواع العلاج النفسي التي تُساعد على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية واستبدالها بمعتقدات وسلوكيات أكثر فاعلية، وذلك من خلال توفير مجموعة متنوعة من التقنيات.

كما يهدف هذا العلاج إلى تعليم الشخص كيفية ممارسة مهارات التكيف الإيجابية وتقليل الحوافز الجنسية غير المرغوب فيها.

العلاج بالقبول والالتزام

وهو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي يقوم على تعليم الشخص كيفية توجيه الانتباه إلى الأفكار والرغبات بدلًا من التخلص منها، إلى جانب تعليمه كيفية اختيار الأفعال التي تتماشى مع قيمه المهمة.

العلاجات المستندة إلى التركيز الذهني

تساعد هذه العلاجات على التركيز على الوقت الحاضر وكيفية التعامل مع الأفكار السلبية، كما قد تكون مفيدة فيما يلي:

  • تقليل القلق والاكتئاب.
  • تحسين الحالة العامة.

العلاج النفسي الديناميكي

وهو علاج يهدُف إلى تخفيف الضغوطات النفسية والذهنية عن المُصاب، إلى جانب ذلك يجعل الشخص أكثر درايةً بالأفكار والسلوكيات غير الواعية، مما يُمكنه من اكتساب رؤى جديدة حول ما يحفز السلوكيات والأفكار غير المرغوبة وكيفية التعامل معها.

الأدوية الموصوفة

قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي يُمكن أن تساعد على تخفيف الرغبة الجنسية، ومنها

  • مضادات الاكتئاب مثل مثبطات إعادة استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، بما في ذلك فلوكستين (Fluoxetine).
  • مضادات الذهان، حيثُ يتم وصفها بجرعات بسيطة إذا لم تنجح مضادات الاكتئاب في تخفيف الأعراض، مثل أريبيبرازول (Aripiprazole) أو ريسبيريدون (Risperidone).

نصائح للتعامل مع الوسواس القهري الجنسي

على الرغم من أن العلاج النفسي والطبي يعتبر ضروري لتحسين الأعراض ومنع تفاقمها، إلا أن الرعاية الذاتية مفيدة أيضًا في التعامل مع الوسواس القهري الجنسي، حيث تشمل عادات الرعاية الذاتية الإيجابية ما يلي:[5]

تناول نظام غذائي صحي

انخفاض نسبة السكر في الدم نتيجة تخطي الوجبات أو عدم تناول طعام صحي يمكن أن يسبب تقلبات مزاجية، وتهيج وتعب، لذلك بنصح الأطباء بتناول وجبة إفطار صحية وتناول وجبات صغيرة بدلاً من وجبات الغداء أو العشاء الثقيلة.

ومن الأطعمة الضرورية التي تساعد على الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم ما يلي:

  • المكسرات والبذور.
  • الخضار والحبوب الكاملة والفواكه.
  • البروتينات التي قد تُساعد على تحقيق توازن أفضل في الحالة المزاجية.

الحرص على اتباع توصيات الطبيب

إذ يجب اتباع تعليمات الطبيب وتناول الأدوية بحسب الجرعة الموصوفة، لأن نسيان الجرعة أو تغييرها دون توجيهات الطبيب يمكن أن يكون خطيرًا.

الإقلاع عن التدخين

إذ قد يؤدي التدخين إلى تفاقم القلق والاضطرابات المزاجية.

ممارسة الرياضة بانتظام

تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تنظيم مستويات الهرمونات وتعزيز الأداء الصحي للجهاز العصبي.

لذلك فإن ممارسة النشاط المعتدل لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يُعد أمرًا صحيًا بالنسبة لمعظم الأشخاص.

ممارسة تمارين الاسترخاء

يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو حتى التنزه في الهواء الطلق، على الاسترخاء.

المصادر:

  1. Kelly, O. (2023, February 28). Sexual Obsessions in OCD. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/sexual-obsessions-in-ocd-2510558
  2. Compulsive sexual behavior – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, April 19). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/compulsive-sexual-behavior/symptoms-causes/syc-20360434
  3. Team, N. (2023, November 26). Compulsive sexual behavior | NCH Healthcare System. NCH Healthcare System. https://nchmd.org/health-library/articles/con-20319256/
  4. Felman, A. (2019, October 8). What to know about compulsive sexual behavior. https://www.medicalnewstoday.com/articles/182473#treatment
  5. Sexual OCD: Symptoms, treatments, and tips to cope. (2022, October 26). HealthMatch. https://healthmatch.io/ocd/sexual-ocd#tips-to-cope-with-sexual-ocd
Tags: No tags

Comments are closed.