ما هو القلق النفسي

القلق النفسي

قد يكون القلق جزءًا طبيعيًّا من حياتنا فجميعنا قد يمر بمواقف تجعله أكثر قلقًا، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يُصابون بحالة تُسمى القلق النفسي (اضطراب القلق)، حيثُ يُعاني فيها المُصابون من خوف مفرط ومستمر من المواقف اليومية.[1]

وفي كثير من الأحيان، تتضمن هذه الحالة نوبات متكررة ومفاجئة القلق والخوف الشديد قد تصل ذروتها خلال عدة دقائق وتسمى نوبات الهلع،[1] وفي هذا المقال سيوضح لنا الدكتور معن العبكي أخصائي الطب النفسي و معالجة الإدمان عن القلق النفسي.

اعراض القلق النفسي

إن اعراض القلق النفسي تعتمد على نوعه حيثُ يوجد عدة أنواع من القلق النفسي وهي:[2]

اضطراب القلق العام (GAD)

يتضمن اضطراب القلق العام الشعور بقلقًا مستمرًا ومفرطًا يتعارض مع الأنشطة اليومية، كما قد يكون مصحوبًا بأعراض جسدية، مثل:

  • الأرق أو مشاكل النوم.
  • الشعور بالتوتر أو الإرهاق بسهولة.
  • صعوبة التركيز.
  • توتر العضلات.

غالبًا ما تركز المخاوف على الأشياء اليومية مثل مسؤوليات العمل أو صحة الأسرة أو الأمور البسيطة مثل الأعمال المنزلية أو المواعيد وغيره.

اضطراب الهلع

وهي نوبات مفاجئة من الخوف الشديد غير المبرر ة قد يُسبب أعراض جسدية شديدة تشمل:

  • خفقان القلب، أو سرعة ضربات القلب.
  • التعرق المفرط.
  • الارتعاش أو الرجفة.
  • ضيق في التنفس.
  • ألم أو ضيق في الصدر.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.
  • الشعور بالاختناق.
  • خدران أو وخز.
  • قشعريرة.
  • الغثيان أو آلام البطن.
  • الشعور بالانفصال عن الواقع.
  • الخوف من فقدان السيطرة أو الموت.

الرهاب المحدد

الرهاب المحدد هو الخوف المفرط والمستمر من شيء أو موقف أو نشاط معين وهو غير ضار بشكل عام، تسبب هذه المخاوف ضيق شديد للُصابين  لدرجة قد تدفعهم لبذل قصارى جهدهم لتجنب ما يخشونه.

ومن الأمثلة على هذا النوع من اضطراب القلق الخوف من التحدث أمام الجمهور، أو الخوف من الطيران، أو من العناكب.

رهاب الخلاء

ويعني الشعور بخوف شديد من الوجود في أماكن يصعب الخروج منها بسهولة، أو تلقي المساعدة فيها إذا حدثت نوبات الخوف، قد تستمر هذه الحالة بشكل عام لمدة 6 أشهر أو أكثر، وقد تؤثر على الأنشطة اليومية بحيثُ يتجنب الفرد الموقف بشكل فعال، أو يحتاج إلى مرافق قبل خروجه.

يمكن أن يصبح رهاب الخلاء غير المعالج خطيرًا لدرجة أن الشخص قد لا يتمكن من مغادرة المنزل، يعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من الخوف في حالتين أو أكثر من الحالات التالية:

  • استخدام وسائل النقل العام.
  • التواجد في الأماكن المفتوحة أو المغلقة.
  • الوقوف في الطابور أو التواجد في الأماكن المزدحمة
  • التواجد خارج المنزل بمفرده.

اقرأ أيضًا: الاضطراب الاكتئابي

اضطراب قلق الانفصال

تؤثر هذه الحالة في الغالب على الأطفال أو المراهقين، الذين قد يشعرون بالقلق من الابتعاد عن والديهم.

وفي الواقع قد يخشى الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال من تعرض والديهم للأذى بطريقة ما أو عدم عودتهم كما وعدوا، لكن الأطفال الأكبر سنًا والبالغين الذين يتعرضون لحدث مرهق قد يعانون من اضطراب قلق الانفصال أيضًا.

أسباب القلق النفسي

لم يتم إلى الآن تحديد السبب الرئيسي لحدوث القلق النفسي، إلا انّ يُعتقد بأنّه يحدث نتيجة العديد من العوامل ومنها:[3]

  • اختلال التوازن الكيميائي: يمكن للإجهاد الشديد أو طويل الأمد أن يغير التوازن الكيميائي في الدماغ والذي يتحكم في المزاج، وقد يؤدي على المدى الطويل القلق النفسي.
  • الوراثة: حيث تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار في العائلات، وهذا يعني بأنّ إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى كأحد الوالدين قد يزيد من خطر الإصابة.
  • العوامل البيئية: التعرض لصدمة قد يؤدي إلى القلق النفسي، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم عامل وراثي.

التشخيص

بدايًة يقوم الطبيب بالتحقق من الأعراض، وإجراء فحص بدني وفحوصات أخرى لاستبعاد أي حالات صحية أخرى قد تكون سبًبا في ظهور الأعراض، بعد التأكد من ذلك قد يقوم الطبيب بما يلي:[1]

تقييم الحالة النفسية

يشمل هذا مناقشة الأفكار والمشاعر والسلوك للمساعدة على تحديد تشخيص مناسب والبحث عن المضاعفات المرتبطة بهذه الحالة، إذ عادًة ما تظهر اضطرابات القلق مع مشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب.

استخدام التصنيف التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5 

حيثُ يتم مقارنة الأعراض التي يُعاني منها المريض مع المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

علاج القلق النفسي

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتوفرة والتي قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض وتشمل ما يلي: [4]

العلاج النفسي

أهم أنواع العلاج النفسي الفعّال لعلاج القلق النفسي هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، حيثُ ينطوي هذا العلاج على تعليم الشخص كيفية تحويل الأفكار والسلوكيات السلبية أو المسببة للذعر إلى أفكار وسلوكيات إيجابية.

كما سيُصبح قادرًا على التعامل بعناية مع المواقف المخيفة أو المثيرة للقلق والسيطرة عليها دون قلق.

ادوية لـ علاج القلق النفسي

تشمل الأدوية التي قد تتحكم في بعض الأعراض الجسدية والنفسية ما يلي:[5]

  • مضادات الاكتئاب: تساعد عادةً في علاج القلق، ومن الأمثلة على ذلك مثبطات إعادة استراداد السيروتونين (SSRIs)، مثل الفلوكستين (Fluoxetine)، ومثبِّطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)، ومنها دولوكسيتين (Duloxetine).
  • البنزوديازيبينات: قد يصفها الطبيب لفترة قصيرة لبعض الأشخاص الذين يعانون من القلق، وتتطلب هذه الأدوية الإشراف الطبي، ومن الأمثلة عليها بروموزيبام (Bromozepam).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: وتشمل أكثر الأمثلة شيوعًا، إيميبرامين (Imipramine)، وكلوميبرامين (Clomipramine).
  • حاصرات بيتا (Beta-blockers).
  • بوسبيرون (Buspirone).

نصائح عامة للتعامل مع القلق النفسي

هناك العديد من النصائح التي يُمكن اتباعها للسيطرة على أعراض القلق النفسي، ومنها:

تعرّف أكثر عن القلق النفسي

إن تثقيف النفس عن القلق النفسي يُعتبر ضروري ليجعلك أكثر استعدادًا للتعامل مع الأعراض والحواجز، لذلك لا تتردد في سؤال الطبيب عن أي أسئلة قد تكون تخطر على بالك.

التزم بخطة العلاج الخاصة بك

إذا لم تلتزم بالخطة العلاجية التي يضعها لك الطبيب، قد يؤدي ذلك إلى حدوث آثار جانبية غير مرغوبة ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى ظهور أعراض القلق.

قلل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين

يُمكن أن يؤدي الكافيين إلى تفاقم أعراض القلق، لذلك يوصي الطبيب بالتقليل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل:

  • القهوة والشاي.
  • المشروبات الغازية.
  • مشروبات الطاقة.
  • الشوكولاتة.

ممارسة الرياضة بانتظام

يُمكن أن يُساعد ممارسة التمارين الهوائية مثل الركض وركوب الدراجات على إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ التي تقلل التوتر وتحسن مزاجك.

النوم لساعاتٍ كافية

 عدم النوم لساعات كافية قد يُفاقم من أعراض القلق، لذلك احرص على النوم لساعات كافية لا تقل عن 7 ساعات في الليل.

مارس تمارين الاسترخاء لتقليل أعراض القلق النفسي

تعد السسطرة على أعراض التوتر جزءًا مهمًا من خطة العلاج، لذلك يُمكن ممارسة بعض التمارين مثل التأمل أو اليقظة الذهنية والتي تُساعد على الاسترخاء.

حاول التخلص من أفكارك السلبية

استبدالك للأفكار السلبية بأفكار إيجابية يمكن أن يساعدك في تقليل أعراض القلق.

استشر الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات غذائية

إذ تحتوي بعض الأدوية والمكملات الغذائية على مواد قد تزيد الأعراض سوءًا.

القلق النفسي هو من المشاكل النفسية التي قد تسبب خوف مفرط وقلق شديد غير مبرر ومستمر من المواقف اليومية، ويُمكن أن تسبب هذه الحالة العديد من الأعراض المختلفة التي قد تؤثر على الأنشطة اليومية للمُصاب، ويوجد العديد من العلاجات الفعالة التي تُساعد على السيطرة على الأعراض منها العلاج النفسي والدوائي.

لا تتردد في حجز موعدك في عيادة الدكتور معن العبكي

المراجع:

  1. Anxiety disorders – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2018, May 4). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/anxiety/symptoms-causes/syc-20350961
  2. What are Anxiety Disorders? (n.d.). https://www.psychiatry.org/patients-families/anxiety-disorders/what-are-anxiety-disorders#:~:text
  3. Professional, C. C. M. (n.d.). Anxiety Disorders. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9536-anxiety-disorders
  4. Anxiety Disorders. (2003, February 1). WebMD. https://www.webmd.com/anxiety-panic/anxiety-disorders#1-4
  5. Felman, A. (2023, December 21). What to know about anxiety. https://www.medicalnewstoday.com/articles/323454#treatment
Tags: No tags

Comments are closed.