الطفل العنيد هو ذلك الطفل الذي يتحدى الحدود والتوقعات، يرفض الانصياع بسهولة للطلبات والتعليمات، ويبدو أن إرادته تفوق أحيانًا قدرة أي شخص آخر على التأثير فيها. قد يكون عناده مصدر قلق للوالدين والمحيطين به، لكنه في الواقع يحمل في طياته صفات مميزة: قوة الشخصية، والإصرار، والقدرة على التفكير المستقل. إن فهم هذه السمات وتوجيهها بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تحويل التحديات اليومية إلى فرص لتعزيز النمو الشخصي وتطوير مهارات التفاعل الإيجابي مع العالم من حوله.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
فيما يلي نقدم لك أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد:
امنحه الفرص للاختيار
الطفل العنيد يحب أن يشعر بأنه يتحكم في قراراته. لذا، من المهم أن توفر له العديد من الفرص ليكون مسؤول عن اختياراته. يمكن أن تكون هذه الخيارات بسيطة، مثل ما سيرتديه، أو لون الكوب الذي يفضله. لكن من الضروري أن تقدم خيارات تضمن نتائج إيجابية، بحيث يكون كل قرار يؤدي إلى نتيجة جيدة. على سبيل المثال، عندما يكون الطقس باردًا، يمكنني أن أسأل ابنتي ما إذا كانت تفضل ارتداء السترة الوردية أو الزرقاء، وبذلك تظل دافئة بغض النظر عن خيارها. نفس الشيء ينطبق عندما أسألها عما إذا كانت تريد التوت الأزرق أو البرتقال كوجبة خفيفة؛ في كلتا الحالتين، ستحصل على فاكهة صحية.
تحلَّ بالصبر
في بعض الأحيان، لا يكون “العناد” مجرد عناد حقيقي. على سبيل المثال، قد يُطلب من طفلك القيام بشيء ما أو قد يرغب في القيام بشيء ليس لديه المهارات الكافية للقيام به بعد، أو ربما يكون الطفل غارقًا في مشاعره ولم يتعلم بعد كيفية التعامل معها بشكل مناسب.
خذ نفسًا عميقًا، واطرح الأسئلة المناسبة، وكن مستمعًا جيدًا لما يقوله طفلك. قد يساعدك ذلك في اكتشاف ما يختبئ وراء سلوكه.
حدد قواعد
بينما من المهم أن تمنح طفلك الفرصة ليكون نفسه ويتخذ قرارات مستقلة، من الضروري أيضًا وضع بعض القواعد الواضحة. إحدى أسهل الطرق لتطبيق القواعد هي من خلال تحديد روتين يومي – مثل أداء الواجبات المنزلية فور العودة من المدرسة، وتحديد وقت نوم ثابت كل ليلة. بهذه الطريقة، سيتعلم طفلك كيفية أداء المهام بشكل مستقل دون أن يكون تحت إشرافك المستمر، مما يعزز شعوره بالاستقلالية.
ببساطة، تعتبر القواعد جزءًا أساسيًا من الحياة، وتعليمها في المنزل يساعد طفلك على فهم كيفية التفاعل والعيش ضمن إطار المجتمع الأكبر.
كن قدوة
اسأل نفسك إن كنت تقوم بممارسة المهارات والسلوكيات التي ترغب في أن يتبناها طفلك. إذا كنت ترد بعناد في مواقف محبطة، فمن المحتمل أن يتبع طفلك نفس السلوك.
بدلاً من ذلك، حاول الاعتراف بمشاعره وأوضح له أن مشاعره مهمة ومقبولة، وساعده في إيجاد حلول مناسبة. مارس تقنيات التهدئة عندما تسير الأمور عكس ما يتوقع.
قد يهمك أيضًا: مراحل الفصام العقلي
تواصل مع الطفل العنيد بدلاً من إجباره
عندما تفرض على الطفل العنيد القيام بشيء ما، غالبًا ما يميل إلى التمرد والقيام بعكس ما طلبته. يُعرف هذا السلوك بالإرادة المضادة، وهي ظاهرة شائعة لدى الأطفال العنيدين. هذه النزعة غريزية وليست مقتصرة على الأطفال فقط. التواصل مع أطفالك هو المفتاح.
على سبيل المثال، إذا حاولت إجبار طفلك البالغ من العمر ست سنوات على التوقف عن مشاهدة التلفزيون بعد وقت نومه، فلن يكون ذلك فعالاً. بدلاً من ذلك، حاول الجلوس معه وأبدِ اهتمامًا بما يشاهده. عندما تشارك اهتمامك معه، فمن المرجح أن يستجيب بشكل إيجابي.
المراجع:
- Shirvell, B. (2023, August 31). 5 tips for parenting a stubborn Child. Parents. https://www.parents.com/parenting/better-parenting/tips-for-parenting-a-stubborn-child/
- Gongala, S. (2025, January 16). 15 Ways to deal with a stubborn Child. MomJunction. https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/
